ما قصة “الدمية المفضلة أو الغرض المفضل” عند الأطفال؟

0

هدأ القصف وأصبح بإمكان الوالدان أن يقصدا منزلهما لأخذ بعض الأغراض لا سيما دمية ابنتهما المفضلة.. منذ يومين وابنتاهما تطلب دميتها المفضلة.. ورغم خطر تجدد القصف قررا المخاطرة لجلب الدمية وبعض الأغراض الأخرى.. دخلا البيت الذي بدا مهجوراً لا حياة فيه ولا حركة.. اخذا الدمية وبعض الأغراض وخرجا مسرعين هربا من عودة القصف ومن الصمت القاتل الذي يعم البيت والحي بأسره..

حثا الخطى وصعدا السيارة قاصدين الفندق الذي يسكنان به مؤقتاً فإذا بطفلتهما تهرع إليهما ووجهها يتحدث قبل صوتها: هل جلبتما دميتي؟ في ظل القصف والدمار لم ترد هذه الطفلة إلا دميتها..

ما قصة الدمية المفضلة عند الأطفال؟

في الأشهر الأولى بعد الولادة، يعيش الطفل بانسجام تام مع والدته. ولكن عند بلوغه شهره الثامن تقريباً، يدرك فجأة أن أمه كائن آخر، منفصل عنه. وغالباً ما يتعلّق بدمية أو دبدوب.

حينما يتعلق الطفل بالدمية المفضلة..

عندما يتعلق الأطفال بدمية أو غرض ما بشدة، لا يفارقونها قيد أنملة، لا سيما في المحن التي يمرّون فيها: دخول المدرسة أو الحضانة، الفراق المؤقت… ويظن بعض أطباء الأطفال وعلماء النفس أن للأهل دخلاً في هذه العادة. لعلنا نشعر بالاطمئنان عندما نرى طفلنا يتصدّى لوحدته بهذه الطريقة؟

من المستحسن عندما يكون الطفل صغيراً جداً أن نوجّه اختياره إلى دمية أو غرض صغير الحجم (منديل مثلاً)، يسهل غسله ونقله واستبداله. في هذه الحالة، يمكنكم ترك هذا الغرض المحبب في مهده ثم في سريره. النتيجة ليست مضمونة حتماً وقد يتعلق بوسادة ضخمة أو دمية “قياس عائلي”. غالباً ما يحدث ذلك.

لا تكونوا حازمين مع طفلكم، ولا تحاولوا أخذ “عكّازه” الصغير منه بالقوة. ما الذي قد تفعلونه أنتم لو أخذ منكم أحد عنوة علبة سجائركم؟ تحلّوا بالصبر. عندما ينتهي من الروضة، ويبلغ من العمر 5 سنوات سوف يتخلى عن دميته خلال النهار. علماً أنه قد يلجأ إليها عند عودته من المدرسة أو في الأوقات التي يحتاج فيها إلى اطمئنان، كرغبة في زيارة عالم الطفولة.
أما إذا أضاع طفلكم دميته، فحاولوا أن تستبدلوها بشيء شبيه. الأمر ليس صعباً. يكفي أحياناً أن تأتوا بالقماش أو الملمس نفسه. ولكن اذا تخطى الخامسة من عمره، قد تكون الفرصة سانحة لتطووا الصفحة، وتقدموا له شيئاً خاصاً بالكبار لتبعدوه عن عالم الطفولة.

ناقشوا الأمر معه

«عندما نشعر بالحزن، تكون دميتنا مثل رفيق لنا، أو صديق أمين. نتخيّل أنها تسمع الأسرار وتفهم كل الأمور. وعندما تضيع، نضيع نحن أيضاً، ولا نعرف ماذا نفعل.

ولكن عندما نكبر، نتخلّى عن الدمية أو اللهاية. ننصرف الى اللعب أو الرسم او المطالعة أو التفكير في أمور اخرى، أو التحدث الى شخص ما، فنقول مثلاً: “ماما، أنا اليوم تضايقت في المدرسة” أو “أتعرفين؟ أنا أخاف من الظلام”، الخ.
عندما نكبر، كما قلت، نتخلى عن دميتنا… ولكن أحياناً تتحول هذه الدمى أو الأغراض العزيزة على قلبنا من دون أن تختفي نهائياً. انظر مثلاً الى الكبار: لديهم حاجة دائماً، للعب بمفاتيحهم أو لمشاهدة صور أفراد عائلتهم، أو الاحتفاظ بكتاب قديم لم يتسنّ لهم الوقت يوماً لقراءته. هذه أيضاً أغراض محببة على قلبهم ترافقهم دوماً.

اترك رد