ما هي الصفات التي تزرعينها في طفلكِ إن أفرطتِ في حبه وحمايته؟
الافراط بالحب
قد نظن أننا نقوم بالصواب. ودائماً ما نعتقد أن ما نقوم به لصالح أطفالنا. فنغرقهم في الحب والحماية والتساهل والإهتمام… ما لا يدركه معظمنا أن كل شيءٍ يزيد عن حده نقص، حتى في تربية الأطفال. الحماية الزائدة، الإهتمام الزائد، التساهل الزائد، الصرامة الزائدة والنقد الزائد.. كلها أمور تؤدي إلى زرع صفات سيئة في طفلكِ. تعرفي عليها عبر هذا المقال.
الحماية الزائدة تشعر الطفل أنه في خطر
إنتبه! ستقع! لا تخرج لوحدك! أولا تقترب! لا تلمس القطة قد تؤذيك! فيشعر الطفل أن هناك دائماً ما يهدده. يفقد حس المبادرة شيئاً فشيئاً خوفاً من المواجهة، يفقد حس المغامرة تدريجياً خوفاً من المجهول، يفقد الشعور بالأمان وهذا ما هو أسوأ. والأخطر من ذلك كله أنه يفقد ثقته بنفسه، فطفلكِ بهذه الطريقة سيظن أنه غير قادر على حماية نفسه، وأنه يحتاج دائماً إلى مَن يحميه.
الإهتمام الزائد وكثرة المديح يخلقان طفلاً أنانياً
كلنا نود أن يرى طفلنا نفسه مميزاً وعظيماً وأن يصبح شخصاً ناجحاً. أمرٌ إيجابي أن تقول لطفلك “أنتَ ذكي، أنتَ قوي، أنتَ جميل، أنتَ مميز”. لكن بحدود! أنتَ تنمين في عقل طفلكِ فكرة الطفل الملك، الذي يمثل كل شيء، وبهذه الطريقة لن يتمكّن من النزول عن عرشه بسهولة، وستكون فكرة المشاركة صعبة عليه، وسيسمح لنفسه أن يتصرف بفوقية مع الآخرين. بإمكانكِ استبدال هذه العبارات التي تزرع الغرور في نفس الطفل بعبارات أخرى تدل على أن سلوكه جيد “أنتَ تصرّفتَ جيداُ اليوم، أنتَ طفل مهذب، أنتَ لطيف، أنتَ رائع لأنكَ تهتم بأخيك..”. بهذه الطريقة سيربط الطفل تلقائياً تميّزه بمدى إيجابية سلوكه. ولن تسيطر فكرة ال”أنا” عليه.
التساهل الزائد يخلق طفلاً لا يعرف الحدود
لا تتفاجأي إذا تصرّف طفلكِ معكِ بوقاحة في مكانٍ علني، أو إذا لم ينفذ أوامركِ وتجاهل كل ما تقولينه.. إن كنتِ تتساهلين معه بشكلٍ مفرط. فهو ببساطة لن يعرف حدوده ما لم تعلميه بها، ولن يتّبع أوامركِ ما لم يفهم فكرة الإنضباط وتنفيذ التعليمات منذ صغره. علاقة الثقة المتبادلة والحب والإحترام والمتبادل لا تعني غياب السلطة والقوانبن. فحتى في العلاقات هناك قوانين لا يجب اختراقها كي لا تتدهور.
النقد الزائد يخلق طفلاً فاشلاً
تريدين صالح طفلكِ. هذا ما يريده الجميع. لكن ثقي بأن النقد الزائد ليس لصالحه إطلاقاً. “أنتَ تقوم بالأمر بطريقة خاطئة.. أنتَ لا تتصرف مع الناس بطريقة صحيحة.. لن تتمكّن من إتمام هذه المهمة.. أنتَ شخص فوضوي.. أنتَ شخصٌ متهوّر” ما إلى هنالك من كلمات لا جدوى منها سوى خلق هوة بينكِ وبين الطفل، وبينه وبين نجاحه. نعم هذا صحيح، أنتَ تبنين شخصاً فاشلاً لا يملك أدنى حد من الثقة بالنفس. أنتِ مصدر الدعم الأول بالنسبة له. فإن لم تثقي وتؤمني أنتِ به، كيف له أن يؤمن بنفسه؟ استخدمي طريقة بديلة عبر القول “دعني أريكَ كيف ننجز هذه المهمة.. بإمكانكِ التصرف بشكلٍ أفضل.. تستطيع القيام. بهذا عليكَ المحاولة…”.
الصرامة الزائدة تخلق طفلاً عنيداً
كثرة ال”لا” في علاقتكِ بطفلكِ ستؤدي إلى الضغط عليه بطريقة ستجبره على أن يقول لكِ هو “لا”. تجنبي استخدام الصيغة السلبية، حاولي شرح سبب القوانين بهدوء. لا يكفي أن تضعي القوانين بل يجب أن تضعي لكل قانون تبرير. نحن لا نربي روبوتات آلية، فلدى أطفالنا الكثير من التساؤلات. وتفسير الأمور أكثر يجعلهم يلبون الأوامر عن قناعة لا بالإكراه.