الأسباب النفسية وراء قضم الأظافر ..والحلول للتخلص منها

0

من خلال قصة هذه المرأة سنتعرف الى الأسباب النفسية وراء قضم الأظافر..
كانت «سو» امرأة سمراء وجذّابة في العقد الرابع من العمر وكانت تعمل في شركة محاسبة كبرى، حتّى اعتزلت العمل لتعتني بولديها الصغيرين. وكانت قد تزوّجت برجل قابلته في الصف الثالث ثانوي وبدا زواجهما سعيداً، إلاّ أن التواصل كان أحياناً صعباً بينهما. كانت

«سو» تبدو هادئة ومتماسكة ظاهريّاً لكنّ محيط أظافرها الأحمر المسلوخ وأظافرها المقضومة أشارت إلى أن الأمور لم تكن على خير ما يرام كما بدت من الخارج. لطالما قضمت «سو» أظافرها، ولم يحقّق أي من العلاجات الباهظة الثمن التي استخدمتها أي نجاح يُذكر.

كانت الأظافر القبيحة هي الثمن الذي دفعته لقاء بضع لحظات كل يوم من التفريج عن الضغط النفسي ولقاء الارتياح الذي يولّده العضّ. وكانت قد أتت لاستشارتي في مسألة مختلفة كلّيّاً عندما تحوّل الحديث إلى أظافرها. عندما قرأت «سو» كتابي الأوّل «عادات شافية» Healing habits ، استنتجت فوراً ان الأسباب النفسية وراء قضم الأظافر هو غضبها المكبوت وأشياء أخرى.

الغضب المكبوت

وقالت «سو»: «كلّما كنت أشعر بغضب واستياء شديدين حيال زوجي أو ولدَيّ أو حماتي، كنت أقضم أظافري. وكنت أفعل ذلك بشكل خاص أثناء مشاهدة التلفزيون، أو في ازدحام السير أو عندما لم يكن لدي شيء آخر أفعله بيديّ. لكنّني لم أربط يوماً علاقة بين غضبي وقضمي لأظافري. عندما فهمت سلوكي وتوصّلت إلى مراقبته على نحو متجرّد، تمكّنت من الإحساس بالرابط».

«بعدما فهمت أن هنالك صلة بين قضمي لأظافري والغضب الذي أكبته في داخلي، صمّمت على التعامل على الفور مع المسائل أو الأشخاص الذين يغضبونني أو على مواجهتهم. فكنت أقترب من كل شخص شعرت بالغضب حياله وأخبره بشعوري، بدلاً من تجنّب لقائه والغليان غضباً بصمت.

عند استخدامي لهذه القدرة المكتسبَة حديثاً، كنت أحياناً أفقد أعصابي وأثور متخطّيةً الحدود، وهو أمر لم يكن ربما مثاليّاً لكنّه لفت انتباههم بالتأكيد إلى المشكلة. مع زوجي، كنت أوضّح أنه، إن لم يتغيّر سلوكه، لن يكون هنالك علاقة حميمة أو خروج للسهر أو غيره أو أي شيء آخر يريدني أن أفعله. في البداية، كنت خائفة جدّاً من أن يؤدّي تصرّفي هذا إلى إبعاد زوجي عني وعدم نيل موافقة وقبول المحيطين بي. ولكن، بعد تفريغ القسم الأكبر من موجة الغضب، تعلّمت كيف أقول ما أشعر به من دون الحاجة إلى استخدام الكلمات القاسية أو الغاضبة».

حماتي وأنا

كانت حماة «سو» امرأة متطلّبة جدّاً تتلاعب بمن حولها وتسيّر كنّتها بيد من حديد. حاولت السيّدة العجوز السيطرة على أسرة ابنها، بدءاً من نوع الطعام الذي يجب طهوه وصولاً إلى حياة كنّتها الشخصيّة. خلال العديد من عُطل نهاية الأسبوع، كانت «سو» تبقى في البيت للاهتمام بتلك المرأة الشديدة الانتقاد، بينما تكون بقية الأسرة قد خرجت للاستمتاع بوقتها. وتمكّنت «سو» من مواجهة هذه القضيّة أيضاً، فقالت: «قلت لحماتي رأيي بانتقاداتها… لم يعجبها ذلك البتة، طبعاً، وتلقيت منها في صباح اليوم التالي اتّصالاً هاتفيًّا لاذعاً. وفي وقت لاحق، قلت لزوجي، بشكل صريح، إنها إن لم تعتذر إليّ على ما قالته لن يعود من المرحَّب بها في بيتي… (أجل، بيتي أنا!). وبنتيجة ذلك، لم يعد لي أي علاقة بها منذ تلك الحادثة.

السلام العائلي

أصبح الجوّ مسالماً وهادئاً جداً من دونها. لا أستطيع أن أمنع نفسي عن التفكير بأنّه ربّما الهدوء الذي يسبق العاصفة، إلاّ أنني أشعر أني أصبحت مسلَّحة ومستعدّة بشكل أفضل للتعامل مع أيّ واقع قد ينشأ في المستقبل».
«إني أدرك الآن مدى الضغط الذي تعرّضت له بسبب خوفي من أن أُغضِب أو أضايق أحداً أو خوفي من ألاّ أكون الزوجة/الأم/الكنّة المثالية.
«وما قد يثير الاستغراب هو أن إخبار الجميع بطبيعة شعوري قد أعطى النتائج المطلوبة! ترى اليوم عائلتي أني قد تغيّرت وقد يفضّلون ربما شخصيّتي القديمة الدائمة الامتعاض ولكن الخجولة. حتّى أن زوجي اتّهمني بأني أعاني من أعراض انقطاع الحيض! إن شخصيّتي الجديدة «المعبّرة» لا تثير إعجابه على الإطلاق، لكنني لن أقبل بعد الآن بخضوع واستسلام كلّ ما يغدقه علي الآخرون من إساءة.

لا يعني هذا أنّي أبحث عن المشاكل، لكنّه يعني فقط أني لن أقبل بعد الآن الإساءة العقلية والنفسية. إن الأمر في غاية البساطة؛ بعد كل تلك السنين، أدركت أني لست مجبَرة على القبول بهذا الوضع. إن التخلّص من إحباطي قد أزال كل رغبة لدي بقضم أظافري، كما أوقف الألم الحاد الأشبه بطعن السكّين الذي كنت أشعر به في صدري ـ والذي غالباً ما كان يليه صداع حادّ».

«في أيام الآحاد وأثناء مشاهدتي التلفزيون، أقوم اليوم بتقليم أظافري وطلائها، وهذا يساعد طبعاً الأظافر. لا زلت أعمل على تخفيف الضغط النفسي في حياتي من خلال ممارسة الرياضة وتمارين التنفّس العميق التي تساعد كثيراً».

قررت «سو» تلبية دعوة صديقة لها إلى قضاء عطلة نهاية الأسبوع بعيداً عن البيت. كانت في ما مضى تخاف أن تطلب الخروج، ولكن بفضل إحساسها الجديد بالقدرة، قرّرت الذهاب مع صديقتها وهكذا فعلت: «كانت فترة راحة رائعة حقاً وشعرت أني حصلت على عطلة حقيقية مع أننا لم نغب سوى نهارين وليلة واحدة. تعاملت عائلتي بشكل ممتاز مع غيابي ولا زالت أظافري تبدو جميلة جداً».

اترك رد