4 أمور أخبروا أطفالكم بها.. ستُحدث فرقاً حين ترحلون.

0

“إهدئي.. تريثي.. خذي نفساً عميقاً.. أنتِ قوية.. أنتِ شجاعة.. وأنتِ قادرة على الاستمرار.” هي جملة كان يقولها لي والدي حين كنتُ صغيرة وما زلتُ أرددها في أعماقي حين أغضب أو أشعر بالضعف أو الخوف أو الخذلان. ومَن تراه سيهزمني، وكلمات أبي ترافقني حتى بعد أن رحل.

دعوني أخبركم أمراً، لا تستخفوا بتأثير الكلمات.

كلما أتيحت الفرصة لكم أخبروا أطفالكم..

أخبروا أطفالكم أنكم تحبونهم، سيحدث ذلك فرقاً حين ترحلون.

حتى لو عاداهم الكون بأسره، هم يدركون أن حبكم يرافقهم. وحب الوالدين يكفي ويفيض. املأوا قلوبهم بالحب، فالكون في الخارج مليء بما يكفي من الحقد والكراهية. املأوا أيامهم بالإهتمام، مَن يدري كم من القلوب الباردة سيقابلون حين يكبرون؟ حينها سيكفيهم الدفء الذي زرعتموه في نفوسهم، ولن تؤثر فيهم برودة المحيط.

أخبروا أطفالكم أنهم أقوياء.. سيحدث ذلك فرقاً حين ترحلون.

إنهم يثقون بكم. فالآباء بنظر الأطفال لا يكذبون. مَن يدري كم من المواقف المؤلمة سيواجهون، وكم من الأشخاص المحبطين سيقابلون. أخبروهم بأنهم عليهم المقاومة والصمود، والنهوض من جديد بعد التعثر. أخبروهم أن الفشل أمر بديهي، وأن القوة تكمن في إعادة المحاولة وعدم الاستسلام. كلماتكم ستعلو فوق كل الكلمات المحبطة التي تصدر عن الآخرين حتى حين ترحلون. فالآباء لا يكذبون. صدقوني.. سيحدث ذلك فرقاً حين ترحلون.

أخبروا أطفالكم أن القوة تنطلق من داخلهم فقط.. سيحدث ذلك فرقاً حين ترحلون.

أخبروهم كما قال أبي، أن كلمات الناس لا تشكل أي أهمية إن كنا ندرك أننا نسلك الدرب الصحيح. وأنه لا يجب أن يتفوق شيء ولا أحد على إرادتنا. وأن قوتنا الحقيقية تنطلق من الداخل لا من المحيط. لماذا؟ لأنكم لن تكونوا هنا دائماً لدعمهم ومساندتهم. سيمرون بمراحل يتخلى فيها عنهم الجميع، والقوة التي يؤمنون بأنها تنطلق من ذاتهم ستساندهم حتماً حين ترحلون.

أخبروهم أن ينسحبوا من الأماكن التي لا تؤمن لهم ما يستحقونه من حب واحترام.. سيحدث ذلك فرقاً حين ترحلون.

كثيرون هم الأشخاص الذين يرضخون لظروف لا تناسبهم ولا تشعرهم بالرضى، يقبلون الرضوخ لبعض المواقف الخالية مما يستحقونه من حب واحترام. هؤلاء الأشخاص لم يجدوا مَن يخبرهم في طفولتهم أنهم يستحقون الأفضل، وأن عليهم الانسحاب من الأماكن التي لا تؤمن لهم ما يستحقونه من حب واحترام. أخبروهم أن أكبر خسارة هي خسارة كبريائنا وكرامتنا واحترامنا لذاتنا، وأن كل الباقي لا يوازي شيئاً أمام سلامنا الداخلي، كل الأمور الباقية من الممكن تعويضها، الأشخاص، الأماكن، الأشياء.. إلا خسارتنا لأنفسنا فلا يمكن تعويضها. ذلك سيحدث فرقاً حين ترحلون.

التربية أعزائي ليست تلك القشور التي نتمسك بها، ليست أن نعلّم أطفالنا المشي والكلام والجلوس والتواصل والحساب والعلوم والقراءة والكتابة فحسب. التربية أعمق بكثير من ذلك، هي تلك القيم التي نزرعها في نفوس أطفالنا ويتمسكون بها بعد رحيلنا. لا ذاك الأمر الذي ينفذونه أمامنا خوفاً من العقاب، ويخالفونه في الخفاء حيث لا رقيب يردع.
سماح خليفة

اترك رد