إذا كان طفلك يبكي كثيراً.. إليك دليل كامل لجعله هادئاً قليل البكاء

0

طفلك يبكي كثيراً:
يعدّ البكاء الطريقة الوحيدة التي يمتلكها طفلك ليستقطب ما يحتاجه من مساعدة وانتباه. لذا، فإن الطفل السليم يبكي كثيراً. وقد يبلغ البكاء ذروته في حوالي الأسبوع السادس بمعدّل ساعتين إلى ثلاث ساعات في اليوم، ثم يبدأ بالانخفاض تدريجياً في الأسابيع والأشهر المقبلة.

أفضل طريقة لتتعاملي بها مع بكاء طفلك هي في إزالة ضيقه بكل بساطة. الكلام سهل، ولكن ليس بديهياً دائماً، ولسوء الحظ، أن تكتشفي ما يضايقه! ما تحتاجين إليه هو قائمة تحتوي أكثر الطرق فعاليّة لتهدئة بكائه في كل حالة متوقع حدوثها. ولأن كل طفل فريد، فكل قائمة حلول يجب أن تكون فريدة، والشخص الأنسب لإيجاد هكذا قائمة هو الشخص الأساسي الذي يعتني بالطفل. دعوني أريكم كيف تقومون بذلك.

قائمة التخفيف من البكاء :

ستحتاجين إلى دفتر صغير، تستطيعين حمله بسهولة أينما ذهبت، وقلم رصاص أو حبر. أنوي كتابة الملاحظات على دفترك لمدة ثلاثة أيام، عندها ستتمكنين من جمع عدد من النماذج، تبنين على أساسها قائمتك.
بعدما بذلت أفضل ما بوسعك لمعالجة نوبة بكاء، دوّني المعلومات التالية في دفترك.

  • • الوقت/الساعة
  • • أين كان طفلي حين بدأ بالبكاء؟
  • • ماذا جرى؟
  • • ما حاولت فعله لتهدئته بما فيه ما نفع وما لم ينفع.

ستختلف قائمتك بشكل كبير، فتارةً ستعرفين ما عليك القيام به رأساً، وطوراً ستتحزرين وتحزرين. دوِّني كل ما تستطيعين تدوينه على الدفتر. فيمكنك لاحقاً دراسة مدوناتك لاكتشاف الأمور التي تتكرّر، والأوقات أو الحالات المعينة التي يبكي أثناءها، ولماذا في تلك الأوقات و/أو في تلك الظروف بالذات.

على سبيل المثال، ستقومين أولاً في الصباح بإطعامه لتجدي أنه هدأ على الفور. ففي هذه المناسبة، يمكنك أن تدوني أن ذلك الجوع يبدو المسبب الأكبر للقلق والباعث غالباً على بكائها في ذلك الوقت.

وفي مناسبات أخرى، لنفرض أنك في ساعة متأخرة من بعد الظهر أو رأساً بعد وجبة طعام كبيرة، تحاولين إعطاءه المزيد من الحليب، فتجدين أنه لا زال يبكي. تتفحصين حفاضه ولكن تجدينه نظيفاً، تجعليني تتجشأ ولكنه لا ينفك يبكي، ثم تحاولين حمله وتواظبين على المشي به وتكتشفين في النهاية أنك تمكنت من إزالة ضيقه.

الطفل الرضيع يبكي
freepik.com

دوّني كل ما تستطيعين تدوينه فور حصوله بقدر الإمكان. بعد انتهاء هذه الأيام الثلاثة، بتِ تمتلكين كنزاً من المعلومات! والآن جدي نصف ساعة، ربما أثناء نوم طفتك، «للّعب» ببهذه المعلومات التي حصدتها. إليك ما يمكنك أن تفعليه:
اقرئي كل المعلومات التي دونتها عن نوبات البكاء وضعي قائمة بجميع الحلول التي جرّبتها على ورقة أخرى. ضعي علامة (+) بعد كل حل استخدمته وأعطى نتيجة في تهدئة طفلك، ثم علامة (-) لكل مرة جربت فيها ذلك الحل ولكنه فشل في إزالة ضيقها.

تبدو لائحتك بهذا الشكل:
  • قائمة البكاء (نموذج).
  • • إرضاعه++++–++-+
  • • احتضانه ++ –+-++
  • • تفحّص أو تغيير حفاضه—++–+
  • • الغناء له -+++
  • • هزهزته ++++++
  • • تدفئة الغرفة —+-
  • • وضعه في حمَّالة ونقله معي أينما ذهبت -+++-+++
  • • نزع سترة الصوف عنه لأنها تبدو ساخنة—-

الآن، أعيدي كتابة قائمتك مرة أخرى، مدونةً أولاً أكثر الحلول فعاليةً، ثم ثاني أكثر الحلول فعالية وهكذا. سيمكِّنك ذلك من النظر مجدداً إلى مدوّنات الأيام الثلاثة بطريقة جديدة.

ضعي لائحة بأفضل الحلول التي نفعت في مختلف فترات اليوم. ثم صنفي مجدداً الحلول ضمن مجموعات، مدونةً تلك التي عملت بشكل أفضل تبعاً للمكان الذي كنت تتواجدين فيه حين بدأ يبكي كثيراً . وأخيراً، ضعي قائمة بالحلول التي أعطت نتيجة أفضل وفقاً لما كنت تفعلينه في ذلك الوقت. فقد تجدين، على سبيل المثال، عند النظر إلى ما كان يجري حينها، أن «تغيير حفاضه» و«جعله يتجّشأ» يفيدان أكثر بعد الرضاعة، ولكن «الغناء له» يفيد فقط حين يستيقظ فجأةً في الليل.

ما تقومين به عمل خلاّق فعلاً، فأنت «تلعبين» بالحلول لتري كيف تجتمع مع بعضها بطريقة منطقية، كما أنك تكتشفين أي الحلول تتماشى بشكل أفضل مع كل حالة أو كل فترة من فترات النهار.

هذا نموذج لأم جاءت لزيارتي في حوالى الأسبوع الخامس عشر من عمر طفلتها.
حلول البكاء
  • • إرضاعها ـ حاولي ذلك كلما استيقظت باكيةً.
  • • تغيير حفاضها ـ هذا ينفع غالباً، ولكن فقط بعد محاولة إرضاعها أولاً.
  • • إلباسها سترة صوف أو لفّها بحرام لتدفئتها بدفء ـ هذا يفيد فقط في حال كنتما خارجاً.
  • • احتضانها ـ هذا ينفع غالباً إذا كانت تبكي بعد الرضاعة.

بالطبع أنت «تعرفين» كل شيء مكتوب في القائمة، إنما تنظيمك للمعلومات وربطها بحالات معيّنة، سيوفر عليك الكثير من الوقت، وكذلك الكثير من البكاء المفرط من جانب طفلتك، عبر اكتشاف ما عليك فعله لتهدئتها.

وبالمناسبة، لا تخشي تجربة القليل من المحاولات غير الاعتيادية لتهدئة طفلك، فأحياناً قد تساعد أمور مفاجئة جداً! دعوني أخبركم مثلاً مضحكاً. أتت أم لرؤيتي تقول إن طفلها ذي الأشهر الأربعة يبكي كثيراً جداً ومن دون سبب واضح ـ هي أم متمرّسة، فقد كان ذلك طفلها الثالث. إلا أنها كانت محتارة كلياً وبدأت تفقد الثقة بنفسها. اقترحت عليها أن تدوِّن دائماً أي شيء تلاحظ حصوله كلما هدأ طفلها.
في اليوم التالي، كانت حائرة في ما تجربه لاحقاً، ثم صرفت انتباهها عن ابنها الباكي لأنها تذكرت فجأة أن ابنها الكبير يحتاج إلى ثيابه الرياضية لليوم التالي في المدرسة. غسلت الثياب ولكنها لم تنشف، فوضعتها في النّشافة وأدارتها. ولاحظت على الفور أن طفلها توقف عن البكاء. وفقط لتتأكد، أطفأت النشّافة، لتجد أنه، بظرف دقيقة، بدأ بالنواح مجدداً. أعادت تشغيل الآلة، وبكل تأكيد، توقف عن البكاء ثم غطّ في النوم.

لم تعرف هذه الأم مطلقاً ما ما الذي يهدّىء طفلها في صوت النشافة ـ ربما كان الإيقاع المنتظم أو حركة الثياب التي تدور أو الحرارة التي تصدرها ـ ولكن ذلك لا يهم! فبالنسبة لها أصبح «وضع مهد طفلها قرب النشافة وتشغيلها» واحداً من أكثر الأمور أهمية في قائمة بكاء طفلها.

آمل أنكم الآن لم تعودوا تشعرون بالخوف أو باليأس تجاه واقع أن طفلتكم تبكي مراراً وتكراراً. فهذه مجدداً طريقتها لتعلن حاجتها إليكم. وبالطبع، إذا بدت متضايقة جداً، فعليكم الاتصال بالطبيب رأساً. عدا عن ذلك، استخدمي دفترك للاحتفاظ بقائمة مترابطة من الأمثلة ثم نظمي ما قد تعلمته. بهذه الطريقة ستصبحين ماهرة أكثر وأكثر باستكشاف ما عليك فعله لتهدئتها

اترك رد