التأديب اللطيف كيف يعلّم أطفالكم الصبيان وماذا عن دور المكافآت في تحسين سلوكهم

0

التأديب اللطيف والمكافآت :
حسن، قد يخطر لك أن العقاب ليس بالفكرة الحسنة ربما إلا أن بعض المكافآت لن تضره بالتأكيد. ألا يتعلّم الأطفال أسرع عندما تتاح لهم فرصة كسب مكافأة من نوع ما؟ يشيع استخدام المكافآت في مدارسنا وفي عائلاتنا: فالأساتذة يمنحون صورة لاصقة وامتيازات خاصة وألعاب صغيرة. ويرسم الأهل خططاً مفصلة ويشجعون الأولاد على القيام ببعض المهام في المنزل والحصول على علامات جيدة في المدرسة والتصرّف بشكل لائق وحسن ليكسبوا مكافآت. سيُصدم معظم الراشدين الحسني النية حين يكتشفون أنّ المكافآت تعيق الأداء وتثني الأولاد عن تجربة أشياء جديدة وتعلّم مهارات جديدة.

وقائع

تدفع السيطرة المفرطة الأولاد إلى البحث عن مكان خارجي يمارسون فيه سلطتهم الخاصة ما يعني أن سلوكهم يعتمد على من يراقبهم وعلى ما إذا كان هناك عقاب أو مكافأة. يدفع التأديب اللطيف والحازم الأولاد إلى تنمية السيطرة الداخلية على ذواتهم والقدرة على القيام بالشيء الصحيح والمناسب لأن «السبب وجيه وواضح».

تعلّم المكافآت الأطفال ان يحسنوا الأداء كي يتلقوا شيئاً ما في المقابل. ويكمن خطر المكافآت في أن الأطفال مع مرور الزمن يرفعون الرهان أيّ أن الصبي الذي يرضى بأن يجز العشب لقاء دولار واحد وهو في العاشرة سيطالب بخمسة دولارات عندما يبلغ سن الثانية عشرة.يعبّر الفي كوهين عن ذلك بهذه الطريقة في كتابه الرائع Punished by Rewards : «ما تولده المكافآت والعقوبات هو إذعان مؤقت، وهي تشتري لنا الطاعة. إذا كان هذا ما نعنيه عندما نقول إنها ناجحة فنعم إنها تصنع العجائب. لكن إذا كنا مهتمين بالشخص الذي سيصبح عليه ابننا في المستقبل… فالتلاعب السلوكي لم يساعد أيّ طفل يوماً على تنمية حس الالتزام لديه ليصبح شخصاً حنوناً ومسؤولاً». إذا كانت العقوبة والمكافآت لن تساعد ابنك على اكتساب الصفات المدرجة على لائحتك فما الذي سيفعل ذلك إذن؟

التأديب اللطيف والحازم الذي يعلّم

يُعتبر تعليم آداب السلوك أو التأديب قراراً هاماً لكافة الأهل بغض النظر عن جنس الولد، إلا أنه يبدو جلياً أن أهل الصبي يجب أن يفكروا في ما يريدون تعليمه وفي ما سيتعلمه الولد. إنّ تعليم آداب السلوك في حدّ ذاته سهل جداً، والتأديب الفاعل سيعلّم ابنك القيم الأخلاقية والقدرة على معرفة ما هو صحيح مما هو خطأ والعمل الجاد وحب واحترام الآخرين فضلاً عن التحليّ بالنزاهة والمسؤولية والكفاءة.

يمكن للتأديب الفاعل أن يكون سهلاً كالحوار أو قد يتطلب نتيجة اتفقت عليها مسبقاً مع ابنك. يجب أن يكون التأديب لطيفاً وحازماً في الوقت نفسه. فالتأديب الفاعل والمحب سيسمح لابنك بأن يثق بك وأن يبقى على ارتباط بك وأن يحترمك وأن يتعلّم ما يحتاج معرفته ليحسن التصرّف في العالم. يمنح التأديب الحقيقي الولد ما يحتاجه وليس ما يريده وحسب.

المتابعة حتى النهاية

يجد عدد من الأهل أن وضع الحدود والقواعد هو الجزء السهل من التأديب في حين أن الصعوبة تكمن في المتابعة. لا تزال نصيحة الجدة القديمة الطراز صحيحة ومحقة: قل ما تعنيه واعنِ ما تقوله. لِمَ يكافح الكثير من الأهل ليبقوا لطيفين وحازمين وليتابعوا أولادهم في ما يتعلق بالحدود والاتفاقات باحترام ووقار؟

حسن، يقلق الأهل من أن يفقدوا حب أولادهم إذا عنوا ما يفعلونه عندما يضعون حدوداً لهم. من السار أكثر أن يكون المرء لطيفاً ويفضّل العديد من الأهل أن يكونوا أصدقاء أولادهم على أن يكونوا أهلهم. لكن ابنك يعتمد عليك لتعلِّميه الشخصية والمهارات التي سيحتاجها لينعم بحياة ناجحة. إن المتابعة بوقار واحترام وبلطف وحزم هي في نهاية الأمر أفضل أمر يعكس المحبة يمكن أن تفعليه لابنك.

اترك رد