حباً بأطفالكم وحماية لهم : تعلموا كيف تراقبونهم مراقبة ناجحة بعمر المراهقة وما قبلها

0

كيف تراقبون أطفالكم

إن دماغ المراهق لا يزال في حالة من التطور، لذلك يتّخذ المراهق أحياناً قرارات متسرّعة ولا يفكر دائماً بتبعات تصرفاته.   

هذا يعني أن طفلكم يحتاج منكم أن تظلوا على تواصل معه حتى تتمكنوا من إرشاده ودعمه. وهذا ما يسمى بالمراقبة.  

ولكن لأن المراهقين بحاجة إلى الخصوصية والاستقلالية، أنتم بحاجة إلى مراقبة ابنكم بطريقة تختلف عن تلك التي اتبعتموها عندما كان أصغر سنّاً. على سبيل المثال، قد يبدأ طفلكم تدريجياً بالتجول بشكل مستقل ويعود إليكم في أوقات متفق عليها.  

المراقبة الناجحة للمراهقين والأولاد في مرحلة ما قبل المراهقة  

أفضل طريقة للمراقبة تعتمد على القواعد اليومية والروتين، بالإضافة إلى التواصل مع ابنكم. إن هذه الطريقة البسيطة للمراقبة تبني الثقة، وتقوي علاقتكم، وتزيد من احتمالية مشاركة طفلكم معكم لما ينوي القيام به.  

الروتين والقواعد العائلية  
  • إذا لم يكن باستطاعتكم أن تتواجدوا في المنزل عندما يرجع أولادكم من المدرسة، اطلبوا منهم أن يتصلوا أو يرسلوا إليكم رسالة نصية لكي يعلموكم بأنهم رجعوا إلى المنزل. وهذا طلب منطقي.  
  • اجعلوا العشاء العائلي جزءاً من روتينكم اليومي. فقد يتيح الفرصة امام الجميع للتحدث عن يومهم ومخططاتهم لليوم التالي.   
  • ضعوا بعض القواعد الأساسية حول ما يمكن لطفلكم القيام به في أوقات الفراغ. هذا يعني أنكم لن تضطروا إلى الإشراف على طفلكم طوال الوقت. على سبيل المثال، يمكنكم التفاوض على وضع قاعدة أساسية تتعلق بالوقت الذي يتوجب عل ابنكم أن يعود فيه إلى المنزل في ليالي العطلة.  
  • في سنين المراهقة الأولى، ضعوا توقعاتكم حيال ما يجب عليكم معرفته. على سبيل المثال، قد يشمل ذلك أن يكون لديكم فكرة عن الأماكن التي قد يقصدها ابنكم ومع من سيقضي وقته. إذا اعتاد طفلكم أن يعطيكم هذه المعلومات عندما كان أصغر بالسن، فعلى الأغلب أنه سيشاركها معكم عندما يكبر.    
  • انتبهوا إلى ما يقرأه طفلكم وما يراه على التلفاز وما يفعله على الانترنت.   
إبقاء التواصل قائماً مع ابنكم  
  • عندما يبدأ ابنكم بمحادثة، أوقفوا ما تفعلونه وأصغوا إليه جيداً. فذلك يبعث رسالة بأنكم مهتمون بما يجري في حياته.  
  • حاولوا أن تكونوا على دراية بما يفعله طفلكم وكيف يتصرف. قد يسهل هذا اكتشاف أي تغييرات في سلوكه قد تشير إلى وجود مشكلة.  
  • راقبوا بشكل عام التقدم الدراسي لابنكم وواجباته المدرسية ومواعيد تسليم المشاريع. يسهل عليكم القيام بذلك عندما تكونون على علاقة جيدة بمدرسة طفلكم والمعلمين.  
  • تعرّفوا على أصدقاء ابنكم وامنحوهم مساحة في منزلكم. هذا يساعدكم في البقاء على اتصال مع صداقات ابنكم وعلاقاته دون الحاجة إلى السؤال دائمًا. يمكن أن يساعدكم التواصل مع أهالي أصدقاء ابنكم أيضًا في تتبعه هو وأصدقائه.  
  • حاولوا تجنب كسر ثقة طفلكم أو انتهاك خصوصيته. ولكن قد تكون هناك أوقات تحتاجون فيها إلى طلب المعلومات منه بحزم -على سبيل المثال، “أين كنت؟” أو “إلى أين أنت ذاهب؟”  

إن قلّة المراقبة قد تحول دون حصول المراهق على الدعم الذي يحتاجه لاتخاذ القرارات الآمنة حول تصرفاته وعلاقاته. ولكن الإفراط في المراقبة قد يبعث رسالة بأنكم لا تثقون بابنكم. عندما تراقبون ابنكم في بيئة من الثقة، فأنتم تقدمون له ما يحتاجه ليتعلم كيف يتخذ قرارات صائبة ويتصرف بطريقة مسؤولة.  

كيف تتعاملون في حالات انتهاك الثقة  

قد يكسر ولدكم ثقتكم به أو يسيء استخدام خصوصيته.  

في حالة حدوث انتهاك واحد للثقة، يمنكم حرمانه من أحد الامتيازات. مثلاً، يمكنكم حرمانه من بعض الوقت المسموح له على التلفاز أو الكومبيوتر، أو عدم توصيله إلى أحد النشاطات. قد تحتاجون أيضًا إلى مراقبة طفلكم عن كثب لفترة من الوقت حتى تستعيدوا بناء الثقة.  

بالنسبة للانتهاكات الجسيمة للثقة، أو الانتهاكات المستمرة، ستحتاجون أنتم وولدكم إلى إعادة بناء الثقة مع الوقت. قد تحتاجون إلى استخدام الاستراتيجيات التالية:  
  • العقاب عبر منعه عن النشاطات الاجتماعية لفترة محددة من الوقت.  
  • الحرمان من الامتيازات مثل استعمال مواقع التواصل الاجتماعي أو الأجهزة.  
  • الامتناع عن تقديم الأشياء غير الأساسية له .  
  • التوقف عن إعطائه المصروف.  

يمنكم أن تحاولوا مناقشة أساليب عملية لاستعادة ثقتكم –مثلاً، عبر أن يظهر لكم طفلكم أنه باستطاعته أن يتولى مسؤولية مهام محددة لفترة زمنية. إن السماح لابنكم بمعرفة أنكم ما زلتم تحبونه على الرغم من أنكم تشعرون بالخيبة بسبب سلوكه سيساعده على التعافي والتعلم من أخطائه.  

تذكروا أن الثقة يجب أن تكون متبادلة. إذا خرقتم ثقة أو خصوصية ابنكم، من المهم أن تتحملوا مسؤولية ذلك وأن تعتذروا. من خلال القيام بذلك، ستمثّلون قدوة له. وهو سيحترمكم أيضًا أكثر إذا كان بإمكانكم الاعتراف بأنكم تجاوزتم الحدود.  

اقرؤوا أيضاً: كيف نراقب ونحمي ونعطي الثقة لأطفالنا من عمر 8 إلى عمر 19 سنة.  

اترك رد