طفلي يبقى وحيداً في المدرسة. هل هناك داعٍ للقلق ؟

0

طفلي يبقى وحيداً: قبل المرحلة الدراسية المتوسطة، غالباً ما تتم التفاعلات “في تكوين الصداقات” من خلال الألعاب والأنشطة الجماعية.

ترتبط العلاقات مع الآخرين بقدرة الطفل على احترام قواعد اللعبة، والمشاركة بشكلٍ نشط في المجموعة… لا وفقاً لذوقه، ومراكز الاهتمام، وشخصيته الفردية.

في هذا العمر، غالباً ما يكون الطفل متردداً وخجولاً. يجد صعوبةً في التقرب من الآخرين، ويخاف من ردات فعلهم وتصرفاتهم.
وفقاً لعالمة النفس ” لا داعي للقلق؛ كل ما عليكم فعله هو مرافقته بلطف ودعمه للتواصل مع الآخرين وطمأنته”.

طفلي وحيد في سن المراهقة – المرحلة الدراسية المتوسطة

بدءاً من المرحلة المتوسطة، تتطور شخصية الطفل والقدرات اللفظية لديه. يتم اختيار الأصدقاء أكثر فأكثر وفقاً للخصائص المختلفة التي تجذب طفلاً إلى آخر: الرياضة، الشغف العاطفة، والوضع العائلي، وما إلى ذلك.

يلاحظ المراهقون ويقيمون الأمور ويحكمون على بعضهم البعض بناءً على معاييرهم الخاصة التي تنطلق من الأذواق أو الاهتمامات أو الخبرات التي يتشاركونها (انطلاقاً من الملابس وصولاً إلى الوضع العائلي وما إلى ذلك). ونلاحظ أن الصداقات في هذا السن تُبنى على هذه الأذواق المشتركة.

premium freepik license

تشير كاترين بييرات إلى أنه “قد يقلقكم وضع ولدكم الكبير الذي ما زال وحيداً حتى هذه المرحلة من حياته، لكن إن كان طفلكم منذ البداية انعزالياً متحفظاً وإن لم يكن هذا الوضع يسبب له معاناة، من الأفضل أن تترك شخصيته تتطور عبر الانشطة، دون إجباره على تكوين صداقات بأي ثمن. ومن ناحية اخرى، إذا كان هناك علامات معاناة تظهر على طفلكم المراهق بسبب الوحدة، وخاصةً إن كان شخصاً اجتماعياً في بداية حياته، في هذه الحالة يجب أن تقلقوا”.

أما عن السبب: فمن الممكن أن تعود هذه الوحدة “التي حصلت حديثاً” إلى أسباب مختلفة: قد يكون طفلكم ضحية للمضايقات، لتنمر أو ابتزاز ورفض من المجموعة … أو ربما أنه تشبّع بعد التنشئة الاجتماعية المفرطة في طفولته المبكرة ويحتاج إلى الحد من علاقاته بالأصدقاء.

قد يعاني طفلكم الكبير أيضاً من مشاكل في العلاقة، وبالتالي يجب استشارة أخصائي في هذه الحالة.

الوحدة تسبب المعاناة لطفلي: كيف أساعده؟

إذا كان ذلك يحدث في المدرسة، أول ما عليكم فعله هو الالتقاء بالفريق التعليمي لمحاولة فهم ما إذا كان طفلكم يعاني من مشكلة معينة في الصف أو في المدرسة. وإذا اتضح أن طفلكم ضحية التنمر في المدرسة، يجب أن يبدأ الفريق التعليمي بمعالجة الأمر على الفور (المعلم، المدير، الممرضة، المعالج النفسي في المدرسة) وسيجتاج طفلكم حينها إلى كل دعمكم.

إذا كانت هذه الصعوبة ترتبط بمزاجه، فمن الممكن مساعدته عبر تطبيق بعض النصائح التي تدعمه في اكتساب المهارات الاجتماعية، التي بدورها تزيد تقديره لذاته، كما أنها تساعد على التقليل من سلوكه العدواني وتأمين تواصل أفضل مع الآخرين، كما أن نتائجه ستتحسن من الناحية الأكاديمية والتطور النفسي والاجتماعي والعاطفي بشكل متناغم.

اترك رد