لماذا لا ينبغي أن تكون الفتاة المعالجة النفسية لأمها أو صديقتها المقربة 

0

المعالجة النفسية:

من خلال رغبة الأم في أن تحترم وتُحَب من قبل ابنتها، يمكن أن تتجاوز الحدود الصحية للأمومة. ماذا يعني ذلك؟ لم تعد أماً، بل أصبحت صديقة مقربة لابنتها. وبالتالي، تأمل أن تنشأ علاقة ثقة رائعة بينهما. تريد أن تخبرها ابنتها كل شيء بحرية ولا تحتفظ بأي أسرار عنها. في الحقيقة، ما يحاول هذا النوع من الأمهات أن بفعله من خلال علاقة قائمة على أساس الثقة والتفهم غالباً ما يرتكز على الحاجة للسيطرة.

في أغلب الأحيان ، تخفي الحاجة للسيطرة هذه خوفاً عميقاً. الخوف من أن يحدث أمر ما لابنتها أو أن يؤذيها أحد ما، دون أن تستطيع القيام بأي شيئ لمنع هذا الأمر أو مساعدتها.

لكن أن تكون الأم هي الصديقة المقربة لابنتها أمر يبعد كل البعد عن اعتبارها فكرة جيدة. لماذا؟

لا ينبغي أن تكون الطفلة المعالجة النفسية للأم

يتشارك الأصدقاء المقربون الأسرار، ويتحدثون عن المشاكل، ويدعمون بعضهم عاطفياً. ينبغي أن تكون هذه العلاقة متبادلة، لكنها لن تكون صحية للأم ولا للطفلة.

الواقع أنه لا ينبغي أن نثقل كاهل الطفل بهموم أهله. وفي هذا الحالات، يمكن أن تتبدل الأدوار بحيث يتولى الطفل مهمة التصرف كالأهل، أي كإنسان بالغ.

من ناحية، يدفع هذا الأمر بالطفلة كي تكبر بسرعة وتشارك بأمور غير مناسبة لعمرها. ومن ناحية أخرى، تستخدم الأم طفلتها كي تشعر أفضل ولمعالجة مشاكلها الشخصية.

مع مرور الوقت، يتغير دور الأم

في المقابل، إن دور الصديق أكثر ثباتاً. فليس عليه أن يصبح مستقلاً عن الآخر مع مرور الوقت. وبالتالي، إن تصرفت كالصديقة في العلاقة مع ابنتك، قد يصعب عليها التكيف وتقبل أنها أصبحت راشدة.

أعني، إن لجأتم دائما لأمكم في النصائح أو الخيارات التي ينبغي أن تقرروها، كيف ستتعلمون بناء الثقة بنفسكم؟ كيف ستتقدمون تجاه الحياة التي تريدون أن تعيشوها حقاً؟

من الصعب على الفتاة أن تطور شخصيتها
premium freepik license

أن تكون الأم قريبة من ابنتها للغاية يمكن أن يمنع الأخيرة من تطوير شخصية مختلفة عن أمها. وحتى تتطور طبيعياً، عليها أن تراقب تصرفات أقرانها، إضافة إلى أشخاص آخرين تعرفهم وأن “تجمع” سمات شخصية مختلفة، وأفكاراً، وطرق تفكير.

لكن إن كانت الأم صديقتها المفضلة، لن تتعلم صياغة آرائها الخاصة شيئاً فشيئاً ولن تستطيع بناء هويتها الخاصة أيضاً.

عندما تكون الأم وابنتها صديقتين مقربتين، لن يكون لهذه الأخيرة سوى مصدر واحد للمعلومات والأفكار والنماذج. وستقلد أمها أيضاً، حتى لو لم يكن الأمر مناسباً لها أو حتى لو أرادت أن تفعل شيئاً بطريقة مختلفة.

تخاطران بأن تعتمدا على بعضكما كثيراً

يعتبر الحصول على صديقة مقربة أمراً مفيداً للطرفين. يختلف الأمر إذا تشاجرت صديقتان عما إذا تشاجرت الأم وطفلتها. وفي عصرنا هذا، العلاقات العائلية مضطربة أيضاً، بحيث أن دور الأم كما دور الأهل، هو موضع تساؤل.

لطالما كل شيء على ما يرام في هذه الصداقة، إذن الحياة جميلة. لكن ماذا يحصل عندما تتشاجر صديقتان؟ غالباً ما تخرج الكلمات والتصرفات دون تفكير. أي أن الشجار يمتد بسرعة إلى العلاقات الأبوية، أو حتى إلى العائلة بأكملها.

اترك رد