التواصل مع المراهق: يمرّ الدرب نحو المراهقة بلحظات صعبة، لحظات يبدو لكم فيها أنه من المستحيل التواصل مع ولدكم المراهق.إنما بلى، ولدكم المراهق يتحدّث إليكم لكن بطريقة غير لفظيّة.
إذا ما راقبتموه عن كثب، فستلاحظون التالي:
- ولدكم المراهق يدور في دائرة. تشعرون بأنه يريد أن يحفر مساراً حول طاولة غرفة الاستقبال
(التفسير: ولدكم يبحث عن عمل يقوم به أو يشغله) - ولدكم المراهق يرفع عينيه نحو السماء أو ينظر إليكم شزراً
(التفسير: تجرأتم على أن تمارسوا وظيفتكم التربويّة كأهل) - ولدكم المراهق يهمهم ويزمجر
(التفسير: ولدكم المراهق لا يجد الكلمات اللازمة ليقول ما لديه ليقوله أو ليس لديه ما يقوله) - ولدكم المراهق يعبس
(التفسير: ولدكم لديه همّ يشغله لكنه لا يريد أن يطلعكم عليه) - ولدكم المراهق لا ينزع قبعته عن رأسه
(التفسير: إنها طريقته كي ينعزل في عالمه الخاص) - ولدكم المراهق يُصدر أصواتاً بفمه
(التفسير: هذا رائج جداً حتى وإن كان يزعجكم، إنه الايقاع) - ولدكم المراهق يتنهّد
(التفسير: إنه يشعر بالضجر) - ولدكم يجلس بالعرض في كرسيه، وهو يقرفص أكثر مما يجلس
(التفسير: لا يأبه البتة لمشاكل الظهر التي قد يعاني منها لاحقاً لأنّ التفكير في المستقبل هو سلوك العجزة) - ولدكم المراهق يلاحقكم بنظره في الوجبات العائلية التي لا تنتهي
(التفسير: يودّ كثيراً لو أنه في مكان آخر) - يقوم ولدكم المراهق بحركات مفاجئة تسبب لكم ضغطاً نفسياً
(التفسير: لعله لا يدرك هذا حكماً) - ولدكم المراهق يبتسم
(التفسير: إنه سعيد) - ولدكم المراهق يقوم بحركات في كافة الاتجاهات
(التفسير: يحتاج المراهق لأن يدرك المساحة من حوله ويسيطر عليها) - ولدكم المراهق يغني
(التفسير: ولدكم يحب الأغنية وهي راسخة في رأسه) - ولدكم المراهق يرمي حقيبة ظهره وسترته وسط البهو
(التفسير: يريد ولدكم بشدة أن ينتهي يومه في الدراسة)
ما تقولونه لولدكم المراهق من دون أن تتحدثوا إليه
أنتم أيضاً كأهل يمكنكم أن تستخدموا الأسلوب غير اللفظيّ لتتواصلوا مع ولدكم المراهق:
- اجلسوا إلى جانبه لبضع ثوانٍ من دون أن تطلبوا منه شيئاً ومن دون أن توبخوه أو تلوموه على شيء ما: اهتموا بما يفعله من دون أن تتطفّلوا عليه (رسم، ألعاب فيديو)
- اتركوا بعض الكتب والمجلات مبعثرة في مكان واضح وبطريقة تبدو غير متعمدة إذا أردتم أن يلقي نظرة عليها (برنامج المخيم الصيفي على سبيل المثال حتى وإن أعلن أنه لا يرغب في المشاركة فيه)
- اتركوا له رسائل غير “أريدمنك أن تفرغ آلة غسل الأطباق قبل عودتي من العمل” حيث تعرفون تماماً أنه سيراها إنما بعيداً عن متناول الرفاق الذين قد يصلون من دون سابق إنذار. والأهم هنا هو ألا تسببوا له الاحراج.
لا تظنوا أنّ الرابط بينكم قد انقطع لكنكم تحتاجون لبعض الوقت كي تتأقلموا وتعتادوا.وأنتم أيها الأهل، ما هي الرسائل غير اللفظيّة التي يرسلها لكم ولدكم المراهق أو التي ترسلونها له؟ لا تترددوا في اطلاعنا على ملاحظاتكم في التعليقات أدناه!
