كيف تركزين وتستفيدين من نقاط القوة عند طفلك ليصبح إنساناً مميزاً

0

نقاط القوة عند الطفل:
في كل مرة تخرب ابنتي شيئاً ما في البيت، أشعر بالغضب وانهال عليها بمحاضراتي عن حسن السلوك وعن الفوضى التي تحدثها.. مؤخراً راجعت نفسي ورحت أراقب ردات فعلي على ابنتي فوجدت أنني لا أركز إلا على الأخطاء التي ترتكبها وعلى مواعظي الإصلاحية الغبية. لماذا نحن الأهل لا ننظر إلا إلى مساوئ أطفالنا وعثراتهم اليومية ؟لماذا لا نركز على نقاط القوة لديهم لنبرزها ..ولماذا نسعى دائماً إلى تصيد أخطائهم وننسى أن لأطفالنا نقاط قوة لو ركزنا عليها لاجترح أبناؤنا المعجزات ولأصبحوا نماذج في النجاح. هنا قررت أن أغير عاداتي في تصيد أخطاء ابنتي والتركيز على نقاط القوة. قد لا تصدقون ما حدث.. رحت كلما قامت بفعل جيد أركز عليه وأبرزه وأثنيه

أولاً فاجأني ما تملكه من نقاط قوة.. ثانياً بدأت ابنتي تتغير نحو الأفضل فثقتها بنفسها أخذت تزداد .. عندما نكتشف نحن الكبار طاقاتنا نفرح لا بل نطير فرحاً فكيف بأطفالنا الطريي العود.. أي تأثير لاكتشاف نقاط قوتهم عليهم؟

عندما تركزين على ايجابيات الاطفال سيشعرون بالرضا فيتشجعون على تكرار هذا التصرف الامر الذي يجعلهم افضل فيشعرون باحترام الذات وبالقيمة الذاتية وهما مفاتيح التحمل في مواجهة تحديات المستقبل.

إليك بعض النصائح عن كيفية الاستفادة من نصف الكأس الملآن.
فكري في الأمر كتدريب على رفع الأثقال..

عندما تحددين إحدى نقاط القوة لدى طفلك ، أشيري إليها – ثم ابحثي عن الفرص لمساعدته على تنمية المزيد من عضلاتها. عندما يبدؤون العام الدراسي ، شجعيهم على استثمار معظم طاقتهم في نقاط قوتهم ، ومعالجة نقاط ضعفهم بطريقة تبعدينهم بها عن الطريق.

يستخدم الدكتور ريكماير فن الخط كمثال: عندما يكافح الطفل حتى يكتب الكلمات بخط يده من الهام ان يكون هدفه هنا هو الكتابة بخط واضح،. لماذا ا؟ أظهرت الأبحاث أن تعظيم نقاط القوة يؤدي الى مكاسب أكبر من معالجة نقاط الضعف. لن تكون حياة الطفل الذي يركز على نقاط قوته أكثر إنتاجية فحسب ، بل سيشعر أيضاً بالرضا، لأنه سيختار مهنة وهوايات تحعله “يشعر بالبهجة” ، كما يشير فوكس .

لقد ساعدت أطفالي على الانتباه الى الأنشطة التي تجتذبهم وتنشطهم من خلال قراءة كتاب مصور للدكتور ريكماير: الى اي درجة دلوك ملآن How Full Is Your Bucket؟. الآن ، بدلاً من ان اسألهم ، “كيف كانت المدرسة اليوم؟” اسألهم:”اي نقاط قوة استخدمتموها في المدرسة”

ضعي في عين الاعتبار الجانب العكسي

عندما أعدت صياغة طريقة تعاملي مع طفلي حين خرب لي سطح المركب ، كنت أستخدم أداة الأبوة والأمومة التي يسميها الدكتور ووترز مفتاح القوة. إذا كان طفلك يفعل شيئًا ممتعًا ، فليس من الصعب تحديد نقطة قوته التي يتمتع بها. الحيلة هي أن تتوقفي وتسألي نفسك نفس الشيء عندما تكون أفعال طفلك مخيبة للآمال. ثم يمكنك التعامل مع السلوك الإشكالي من خلال التأكيد على شخصيته بدلاً من الاستخفاف بها

فلنأخذ ابنتي فيفيان على سبيل المثال. حين ترغب في شيء ما تجدها تقول مثلاً بصوت ونفس واحد ، “أمي ، هل يمكننا مشاهدة فيلم اليوم؟ يمكنني ان اختار واحداً . أو اذا كنت تريدين يمكننا التصويت. سأحضر ثلاثة افلام الآن للاختيار. هل يمكننا مشاهدة فيلم يا أمي ، هل يمكننا ذلك يا أمي؟” بدلاً من إخبارها كم هو بغيض الإصرار والإلحاح على الشخص بهذا الشكل تقترح الدكتورة ووترز النظر إلى سلوكها على أنه افراط في استخدم قوة تملكها . يمكنني أن اقول لابنتي فيفيان ان المثابرة ومحاولة حل المشكلات هما من أكثر سماتها التي تميزها ولكن عليها في هذا الوقت التقليل من الحاحها. يمكنك أيضًا أن تطلبي من طفلك الاعتماد على قوة مختلفة بدلاً من ذلك. بعد تذكير ابنتي بمدى تعاطفها ، يمكنني أن أطلب منها التفكير في ان إلحاحها بهذا الشكل يضايقني وان عليها التخفيف من ذلك.

يفتح مفتاح القوة أعيننا أيضًا على الجوانب الإيجابية لسمات معينة. تقول سوزان كاين ، مؤلفة كتاب Quiet” :”يتلقى الأهل والأطفال رسالة مفادها أن هناك شيئًا خاطئًا في الهدوء أو الحذر ، لكن الانطواء يرتبط بنقاط القوة مثل الإصغاء والاستقلالية والصبر والصدق والتفكير العميق والإخلاص كصديق”

أدركت صديقتي التي كانت قلقة من غرور ابنتها ، أن الهوس بمظهر المرء هو ما يسميه الدكتور ووترز الظل “لتقدير الجمال” ، وهي قوة يمكن أن تؤدي إلى مستقبل ناجح في الفنون أو التصميم.

في لحظات الإحباط ، خذي نفساً عميقاً وقولي لنفسك ،:”نقاط القوة موجودة ، لكنها مختبئة . وحاولي إيجادها ،”.واعلمي انك ستكونين قادرة بشكل أفضل على مساعدة أطفالك على النمو وعلى احترامهم لذواتهم والاستمتاع بما يفعلون.

لكن لا تضعي اطفالك في صندوق

لا يعني اللعب على نقاط قوة طفلك أن لا تقدري على مساعدتهم في تطوير مهارات جديدة. عندما يتعلم الأطفال المترددون أن يكونوا جريئين أو يتمكن شخص مثل ابنتي من التغلب على مشكلته سيكتسبون مهارات اخرى. بإمكان اي طفل تطوير وتوسيع منطقة الراحة الخاصة به لتشمل مجالات أخرى لم تكن جزءاً من نقاط قوته.

يعرف معظمنا أن قول شيء مثل “إنهم خجولون” يمكن أن يجعل الطفل عالقاً في مصيدة هذا اللقب ، لكن الحديث عن نقاط القوة ايضاً قد يصبح ما يشبه الهوية للشخص. حين نطلق الألقاب على الطفل قد لا يدرك ان بإمكانه استخدام كل نقاط القوة. فبدل ان تقولوا للطفل:” انت مبدع او انت شخص مبتكر” قولوا له :” احد الاشياء التي تجيدها هو كذا او كذا”

كمعظم الأشياء في التربية تتطلب الأمومة والأبوة التوازن الذي نحتاجه حين نمشي على حبل .. نحن بحاجة إلى تحديد نقاط القوة والتحول من واحدة الى اخرى والتركيز على تنميتها على ان نعرف في الوقت ذاته ان نقاط الضعف ليست امراً ثابتاً بل متغيراً

اترك رد