نوبة الهستيريا عند الطفل من سنة إلى 3 سنوات : أسبابها وطرق التعامل معها

0

الهستيريا عند الطفل: يواجه جميع الأهالي مرة واحدة على الأقل ردود أفعال تتمثل بالصراخ والبكاء الهستيري والسلوكيات غير المنضبطة من قبل أطفالهم البالغين من العمر سنة إلى 3 سنوات.
نوبة الهستيريا هي عبارة عن إثارة عصبية شديدة يعيشها الأطفال عندما يبكون ويرمون بأنفسهم على الأرض بينما يصرخون دون توقف ودون الإكتراث لمن حولهم.

إذا أصابت النوبة الهستيرية أطفالكم، فلا جدوى من محاولة ايقافها بالطرق التقليدية.
لا تجدي محاولات اثبات فكرة ما أو شرحها لهم أي جدوى لأنهم يعرفون حق المعرفة كيفية تأثير هذه النوبة على البالغين، فيستخدمونها عمداً للحصول على ما يرغبون.

السبب الجذري لهستيريا الأطفال

أولاً، تختبئ الأسباب الجذرية لهستيريا الأطفال تحت غطاء المصالح المتضاربة بين الآباء وطفلهم لأن هذا الأخير يرغب بالنضوج تبعاً لرغباته الخاصة التي غالباً ما تتعارض مع رغبات البالغين.

الحالات النموذجية التي تسبب عادة نوبات هستيرية:
  • عدم القدرة على التعبير بطريقة لفظية عن عدم رضاه الشخصي
  • رغبة بتلقي كمية كبيرة من الإهتمام بطريقة أو بأخرى
  • رغبة بالحصول على شيء ضروري جداً بهذه اللحظة
  • الشعور بالألم
  • الرغبة بتلقي الرعاية من البالغين وبالأخص عند المرض
  • ضعف تعبير الوالدين عن سلوكهم تجاه أفعال ولدهم
  • نقص المحفزات والعقوبات
  • انقطاع الدروس

نوبة الهستيريا التي تصيب الأطفال ما دون السنتين
حتى سن السنة والنصف، يعبر بكاء الأطفال عن تعبهم وارهاقهم.
عندما يبلغ الطفل السنتين، يصبح هذا البكاء الجنوني خطة ومحاولة تلاعب تُستخدم لتحقيق أغراض شخصية.
بهذا العمر، يفهم الطفل معنى كلمة “كلا” ويبدأ باستخدامها باستمرار دون الحصول على نتائج ملموسة. لذلك، هو يبدأ بالتصرف بطريقة هستيرية احتجاجاً على ذلك، مما يزعج معظم الأهالي.
تكمن هنا الأسباب الأساسية التي تدفع الطفل للتصرف بطريقة هستيرية حتى عمر السنتين.

Baby boy crying. Sad child portrait
ما هي الطريقة الأمثل للتصرف في هذه الحالة؟

حاولوا منع هذه النوبة من الحصول، خاصة وأن الهستيريا تصاحب هذا النوع من السلوكيات: “أريد أن أشتري هذا وذاك، لن أتخلى عن هذه الرغبة أبداً، اشتروا لي ما أريده الآن.”
إذا لم يكن بامكانكم تجنب الهستيريا، لا تحاولوا التغلب عليها لأن ذلك لن يساهم إلا باستمرارها.
لا يمكنكم إجبار طفل على ايقاف نوبته الهستيرية، ولكن ما يمكنكم فعله هو اخافته وحسب.
الصلابة، المثابرة والهدوء- هذه هي المعايير الأساسية التي يجب اتباعها للتعامل مع هذا الموقف.
يتمثل المبدأ الثاني بعدم الاستسلام، لأنه بهذه الحالة، يمكن للتجربة الناجحة أن تتحول إلى سلوك مستقبلي يعتمده الأهل دائماً.

لا تعتمدوا العقاب الجسدي قط لأنه يجعل الموقف أكثر سوءاً ليس إلا.
إن عناق الطفل بقوة، وكذلك تكرار حبكم له، يمكن أن يمنعاه من الانفجار.
ولكن إذا كان حراً وغاضبا، فلا ينبغي عليكم إيقافه بالقوة. من الأفضل إذن تركه وشأنه.
عندما يقاوم الطفل البقاء مع شخص بالغ، وعندما يضطر الوالدان إلى المغادرة، يجب عليهما المغادرة على الفور، دون تأخير تلك اللحظة.

نوبة الهستيريا التي تصيب الأطفال الذين يبلغون من العمر 3 سنوات وما فوق
يرغب الطفل خلال هذه الفترة أن يشعر أنه بالغ وأكثر استقلالية.
يبدأ الطفل الهستيري بالتعرف إلى نفسه في سن الثالثة ويكون هذا العمر عادة مصحوباً بعناد وسلبية غير مسبوقين وبتعسف واضح.
غالباً ما تتميز هذه الفترة بـ: “أرغب في القيام بعكس ما يطلبه والدي مني”.

هل طفلكم غاضب؟

يمكنه التعبير عن غضبه دون الانهيار التام واعتماد ذلك السلوك السيئ.
في الوقت نفسه، لا يجب على الطفل أن يشعر أنه قادر على تحقيق مبتغاه من خلال الهستيريا.
أفضل ما يمكن القيام به هو تصويب انتباهه نحو أمور أخرى، كاللعب معه مثلاً أو مشاهدة الرسوم المتحركة.
بالطبع، لن يجدي أي من ذلك نفعاً عندما تصل نوبة الهستيريا إلى ذروتها.
من المهم والضروري جداً محاولة منع حدوث النوبة من الأساس كي لا يتعلم الطفل فن التلاعب بأهله من خلالها.
عند عمر الرابعة، تبدأ نوبات الهستيريا بالاختفاء شيئاً فشيئاً لأن الطفل يبدأ باتقان الكلام بشكل كاف ليعبر عن انزعاجه أو رغباته بالكلمات.

اترك رد