ابني في الثالثة من عمره وهو حساس جداً، فهو يبكي إذا بكيت. هل عليّ أن أجعله أكثر خشونة؟

0

التعاطف:
إن القدرة على التعاطف مع مشاعر الآخر هي هبة وليست عائقاً. يمكنك أن تشجعي تعاطف ابنك الفطري وأن تعلميه الطرق المناسبة لإظهار اللطف. سيكون هذا العالم أفضل إذا ما زاد فيه التعاطف وقلّت فيه «القوة».

تسمح القدرة على إدراك عقل الآخر بأن يتواصل البشر مع بعضهم البعض على مستوى حميم. وهي تتجاوز الوعي وتقود مع التعاطف إلى سلوك حنون. إن الصبيان قادرون على التصرف بلطف وتعاطف بقدر الفتيات ويصبحون أكثر قدرة على استكشاف هذا الجزء من عالمهم الداخلي عندما يشجّع الأهل هذه القابلية لديهم بشكل صريح.

نمّي لديه الروح اللطيفة

منذ وقت ليس ببعيد، نشرت الصحف والمجلات قصة فتى يخضع للعلاج بسبب إصابته بالسرطان. تسبب العلاج بتساقط شعره فأصبح أصلع تماماً. وبدلاً من أن يتركوا صديقهم يعاني من الاحراج، أقدم رفاق صفه من الصبيان (والعديد من الفتيات) على حلق رؤوسهم. وظهرت في وسائل الاعلام صور رائعة لأطفال مبتسمين، ذوي رؤوس لامعة، يظهرون التعاطف مع صديقهم بشكل بليغ.

يحتاج الصبيان بشدة إلى فرصة تعلّم اللطف والقوة، الاقتناع والحنو. سرعان ما سيعلِّم العالم أولادنا القسوة لكنه قلما يقدّم لها دروساً في اللطف. فكري في جعل التعاطف والحنو جزءاً من حياتكم معاً كعائلة. إليك بعض الأفكار:

تحدثي مع ابنك بصراحة عن المسائل الاجتماعية، والتعصّب الأعمى والبيئة والحرب. اسمحي له أن يكوّن آراءه الخاصة لكن شجّعي نمو التعاطف والمثالية لديه.

تحدثي عن مشاعر الآخرين. عندما تشاهدين التلفزيون أو الأخبار أو عندما تكونان في المجتمع، يمكنك أن تتحدثي مع ابنك عما يمكن أن يشعر به الناس وما يمكن أن يساعدهم.

اعملي وفقاً لأفكارك الخاصة. أظهري الكرم واللطف والوعي إزاء الآخرين عندما تكونين مع ابنك، فالأعمال أبلغ من الكلمات.

اجعلي الاهتمام بالآخر ورعايته جزءاً من حياتك العائلية. يمكنكم أن تتبنوا عائلة أخرى خلال العطل أو أن تعملوا معاً من أجل قضية تتعلق بالبيئة أو أن تشاركوا في مشروع يهم المجتمع. احرصي على أن يكون التعاطف جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية في المنزل.

تذكري أن رفاق ابنك وثقافته سيعلمونه ما هي الذكورة عندما يدخل عالم الرجال، وسيريحك أن تعلمي أن قلباً ينبض باللطف والتعاطف يختبئ خلف هذا السطح البارد.

الصبيان الحساسون
التعاطف
الأخلاق: تشجيع الاستقامة

حدد رجل حكيم ذات مرة الاستقامة على أنها القيام بالتصرف الصائب والصحيح حتى عندما لا يرانا أحد. أظهر عدد من الدراسات الحديثة أن كل جيل يأتي يؤمن بالصدق أقل من الجيل السابق وهو يميل أكثر إلى الايمان بأن الكذب والغش والخداع والسرقة ليست مقبولة وحسب بل ضرورية لتحقيق النجاح، وقد أظهرت الدراسات نفسها أن الصبيان يسخرون أكثر من الفتيات من الأخلاق.

يجري معهد جوزيفسون الذي يُعنى بالأخلاق دراسات منتظمة بشأن السلوك الأخلاقي عند المراهقين والشبان والشابات. وفي العام 2008، وجد المعهد أن 64% من الشباب غشوا في الامتحانات، وأن 42% كذبوا لتوفير المال، وأن 30% سرقوا من متجر. تم رفض نتائج هذه الدراسة وصرف النظر عنها؛ افترض الناس أن «الأولاد هم الأولاد» وأن السلوك الأخلاقي سيتطور فيما هم ينضجون.

في العام 2009، كشفت دراسة أجراها معهد جوزيفسون اتجاهات مقلقة. فالمراهقون دون السابعة عشرة يعتقدون أن الكذب والغش ضروريان للنجاح أكثر من الذين تجاوزوا الأربعين بخمس مرات، وأنهم يميلون أربع مرات أكثر إلى خداع رب عملهم، ويميلون ثلاث مرات أكثر إلى الاحتفاظ بالمال الإضافي الذي يحصلون عليه. وثمة علاقة قوية بين هذه القناعات في المراهقة وعدم الأمانة في مرحلة البلوغ؛ فالراشدون الذين اعترفوا بأنهم غشوا في امتحانات المدرسة الثانوية يُرجّح أن يكونوا غير أمينين في مرحلة لاحقة من حياتهم بمعدل مرتين أو أكثر.

يكفي أن تستمعي إلى أخبار المساء لتعرفي من أين اكتسب هؤلاء الشباب قناعاتهم: فرجال السياسة والمسؤولون الرسميون ومصارف وال ستريت وغيرهم من الشخصيات البارزة يحتلون غالباً العناوين بسبب سلوكهم الذي يفتقر إلى الأخلاق. إذا أردت لابنك أن يصبح شخصاً مستقيماً فعليك أن تعلميه السلوك الأخلاقي في مواجهة عدم الأمانة المتفشية. هذه ليست بالمهمة السهلة لكن مستقبل مجتمعنا يعتمد على نجاحك.

اترك رد