أخطاء ارتكبتها بحق ابني الصغير دون أن أنتبه
ابني الصغير :
كان يومي هذا متعباً أيضاً فبعد الانتهاء من دوام العمل عدت إلى البيت لأجد ابني ناشراً الفوضى في كل مكان .. الصحون المتسخة يضعها هنا وهناك في المطبخ وملابسه يبدأ امتدادها من أول المدخل إلى آخر الممر ومن هناك ينتقل الامتداد إلى غرفته..
اعتمل الغضب في نفسي في هذه اللحظة ولكني تمالكت أعصابي وقلت لنفسي في كل يوم أصرخ وأصرخ وما الفائدة .. وسألت نفسي لماذا وصل ابني إلى هذه الفوضى .. هنا انتبهت إلى أمر أساسي هو أنني لم أحاول مرة تعليمه شيئاً عن فنون الترتيب أو التنظيف بسبب انشغالاتي الكثيرة وفي طليعتها انشغالي بحالي ومشاكلي. لم أحاول تدريبه على شيء فطفلي لم يولد وهو يعرف كيف ينظف غرفته أو يغسل أطباقه.. لو علمته يا ترى ما إن بدأ يعي هذه الحياة هل كانت النتائج التي أراها الآن موجودة ؟ بالتأكيد لا.. في هذه اللحظة شعرت بأن من علي الصراخ عليه هو “أنا وفقط أنا” ..
أين كنت طوال هذه السنين لماذا لم أحاول أن أعلمه شيئاً من مهارات الحياة البسيطة .. ماذا أنتظر؟ لماذا أحرمه من مهارات كثيرة بتقصيري ثم أحاسبه على ما آلت إليه الأمور..قررت في هذه اللحظات من الوعي أن أبدأ العمل إلى جانبه لتعليمه ولا شك أنه في مرحلة لاحقة سيعرف كيف يقوم بالأشياء بنفسه.
مشاكل أخرى يعاني منها ابني
ومن مشاكل ابني أنه غير اجتماعي ووحيد تقريباً .. يبقى معظم الوقت في غرفته ..لا يحاول التواصل كثيراً مع الآخرين.. الذنب ذنب من هنا؟؟ بكل تأكيد الذنب ذنبي لأنني لم أحاول أن أنظم لقاءات عائلية بشكل منتظم ولأنني لم أخصص الوقت لتدريبه على أهمية التعاون مع أفراد العائلة ..
البارحة كان زوجي يقول لي:” هذا الصبي أنا وأنت نهمله.. نحن لا نتعامل معه بالاهتمام الذي تعاملنا به مع إخوته من قبل .. إنه صغيرنا ولكننا نتعامل معه بطريقة مختلفة .. مع إخوته من قبل كنا ندرس كل خطوة نقوم بها ونحاول إكسابهم المهارات ونحاول رعايتهم بأفضل طريقة أما هذا الصبي فإننا نتركه ونهمله.. ” وكان زوجي على حق .. إننا نهمله حفاً…
منذ شهرين قال لي ابني الصغير:” أنت دائماً مشغولة وأنا دائماً متروك هنا أمام التلفاز . هل تعرفين أن لديك ابناً في البيت؟ وقت ذاك نهرته وقلت له :” وما الذي تحتاجه.. أنا وأبوك نحاول تأمين حياة جيدة لك ولإخوتك .. فهل هذا جزاؤنا؟” نظر إلي والغصة في حلقه: ” أنا غير إخوتي .. البارحة كنت أنظر إلى البوم الصور فلم أجد لي صورة كلها صور لإخوتي أما أنا فلم أجد شيئاً.. فرددت عليه:” أنت أصغر من إخوتك بتسع سنوات وأنت ولدت في عصر التكنولوجيا فصورك كلها هنا على الهاتف وليس على ورق.. لدي مئات بل الوف الصور لك ..
أجابني :” وما الفائدة .. في لحظة قد ينكسر الهاتف ويذهب معه كل شيء ومنها ألوف الصور.” ..
منكسرة الخاطر
حملت نفسي إلى غرفتي وقررت أن أجلس مع نفسي لا لأحاسبها فما نفع الندم بل لأضع خطة لمساعدة طفلي الصغير فمن حقه ان أعلمه الترتيب ومن حقه أن أجعله يتواصل أكثر معي ومع والده ومع إخوته ومن حقه أن أمدح إنجازاته ومن حقه أن أعلمه المشاركة وإبداء الرأي ومن حقه أن أجد له أنشطة مسلية وان أدخله في ناد رياضي أو في أي نشاط يحبه..
هل سأنجح يا ترى في ما اتخذته من قرارات في لحظات الصحوة هذه ؟ هل سأحاول تربيته بالحماس الذي ربيت عليه إخوته ؟ لماذا يا ترى تربيتنا للطفل الأخير تكون مختلفة ؟ .. لماذا يخف حماسنا معه ولماذا ننتقل من تطرف إلى تطرف ؟ .. مع أطفالنا الكبار نتطرف في حمايتهم ورعايتهم ومع أطفالنا الصغار نتطرف في تركهم وإهمالهم. والسؤال الأهم هل سأنشغل بحياتي ومشاكلي من جديد وأنسى أن لي طفلاً له عليّ حقوق وحقوق ؟
آمال الأتات