قصة: كل شخص يستحق انتباهنا

0

“اهتمامنا بالناس يجعلهم سعداء.”
في ربيع ال18 كنت في أواخر سنوات دراستي الثانوية. وفي ذلك الوقت أعطانا أستاذ فلسفة عجوز سؤالاً في الإمتحان ما زال محفوراً بذاكرتي، إليكم السؤال:

“ما هو اسم بواب المدرسة؟”

هل هذه نكتة؟ على مدار كل تلك السنوات في هذه المدرسة الصغيرة، رأيت هذا البواب كل يوم تقريباً. كان في الخمسينات من عمره وفي شعره خصل رمادية، لكني لم أكلمه قط. قدمت امتحاني وتركت هذا السؤال بلا إجابة.
بعد انتهاء الحصة مباشرة سأل أحد الطلاب الأستاذ إذا كان سيعتمد لهذا السؤال نقاطاً في امتحاننا. “بالطبع نعم” أجاب الأستاذ. “في الحياة، ستلتقون على دربكم بعدد كبير من الناس. جميعهم فريدون من نوعهم ومهمون. كل واحد منهم يستحق احترامكم وانتباهكم بشكل منفرد. خذوا الوقت قدر المستطاع كي تتعرفوا عليهم.”
بدا الطالب متفاجئاً ومهتماً بالإجابة لذا أضاف الأستاذ: “لا تترددوا. عندما تبادرون في التقرب من الأشخاص حولكم بتهذيب سيرحبون بكم دائماً. جربوا ذلك إذا كنتم لا تصدقوني. ليس لديكم ما تخسرونه ولكنكم ستكسبون عادة ستغنيكم.”
لم أنسَ سؤال الإمتحان هذا أبداً. ومنذ ربيع ال18 وأنا أعرف أسماء جميع من حولي، لأني أمضي الوقت الكافي للتعرف عليهم. وقد كان أستاذي على حق، فالناس يقدرون اهتمامنا بهم بشدة

مجاملات صغيرة تحمل نتائج عظيمة

كان هناك رجل يعمل في إدارة مصنع للمنتجات المجمدة منذ أكثر من 20 عام. في أحد أيام الجمعة، في نهاية يوم طويل من العمل، دخل إلى ثلاجة كبيرة كي يتحقق من الإيصال. قام أحد الموظفين الذي ظن أنه آخر شخص متواجد في الثلاجة بإغلاق الباب خلفه. فوجد الرجل نفسه عالقاً دون أي إمكانية لحضور أحد لمساعدته. بدأ يصرخ ويضرب الجدران بكل قوته، لكن لم يتمكن أحد من سماعه. كل العمال كانوا قد ذهبوا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
“التصرفات الصغيرة تجلب أحياناً عواقب عظيمة.”
بعد قضاء ساعتين طويلتين مسجوناً في مكان يوازي -24 درجة مئوية، فتح له أحد الحراس الباب. لقد تم إنقاذه بأعجوبة. بينما كان يدفئ نفسه وهو يرتعش، سأل الحارس: “كيف عرفتَ أنني كنتُ هنا”.

فكان الرد:

“أعمل هنا منذ 20 عام. أرى مئات الأشخاص يومياً عند مدخل المصنع. أنت أحد الأشخاص النادرين الذي يلقون عليّ التحية عند مرورهم صباحاً ومساءً. الكثير من الأشخاص يتجاهلونني، يرونني، ولكنهم يتعاملون معي كما لو أنني غير موجود. بينما أنت تنظر إليّ وتلقي علي التحية “صباح الخير” صباحاً و”إلى اللقاء” مساءً”.
“هذا الصباح ألقيت عليّ التحية. لكنك لم تفعل ذلك في المساء. وأنا أعلم أنك شخص نظامي كعقارب الساعة، كل يوم جمعة تنتهي من العمل في نفس الوقت بالضبط. لذلك وبعد بضع ساعات دون تلقي عبارة “إلى اللقاء” المعهودة، بدأت أشعر بالقلق مما دفعني إلى التحقق من قسمك في المصنع حيث وجدتك.”
“اللطف (التهذيب، الأدب) عملة تغني الشخص الذي يمنحها لا الذي يتلقاها”. حكمة فارسية

اترك رد