كيف تساعد أولادك المراهقين على عقد الصداقات ومقاومة ضغط الرفاق؟

0

يمكن للصداقات أن تؤثر في نواحٍ عدة من حياة الشبان، فهي تؤثر في الطريقة التي يقضون فيها أوقاتهم، وفي النوادي التي ينضمون إليها، وفي طريقتهم في التصرف في الأماكن العامة مثل المراكز التجارية. إن الأطفال الذين يواجهون صعوبة في تكوين الصداقات هم أكثر عرضة إلى الشعور بقلة الثقة بالنفس، وإلى تدني أدائهم في المدرسة والانسحاب منها، والتورط في سلوك منحرف والمعاناة من عدة مشاكل نفسية كما الكبار.

يحتاج الأطفال من كل الأعمار إلى الشعور بأنهم يندمجون مع المكان الذين يتواجدون فيه -أي الشعور بالانتماء. مع بلوغ سن المراهقة، تغدو الرغبة في أن ينتمي الطفل إلى “المجموعة” أقوى من أي سن آخر. تصبح الصداقات أقرب وأكثر أهمية كما أنها تلعب دوراً أساسياً في السماح للشبان الصغار بإدراك من هم وأين وجهتهم القادمة. على الأغلب أنهم سيكوّنون مجموعات صغيرة أو عصبة، كل منها تتمتع بهوية خاصة (على سبيل المثال، الرياضيون أو العباقرة أو الأغنياء أو المجتهدون).

يقلق العديد من الأهالي من أن يكون لأصدقاء أبنائهم تأثير كبير على حياتهم إلى درجة أن يحدّوا من دورهم كأهل. يقلق الأهل أكثر أيضاً من أن أصدقاء أطفالهم سيشجعونهم على التورط بنشاطات مؤذية.

أظهرت دراسات قام بها المعالج النفسي توماس بيرندت وزملائه أن للأصدقاء تأثيراً على تصرفات وسلوكيات بعضهم البعض. على سبيل المثال، إن المراهقين الذين كان سلوك أصدقائهم تخريبي في المدرسة، ازداد اضطراب سلوكهم أيضاً على مدار العام الدراسي.

إن فترة الذروة لتأثير الأصدقاء هي بشكل عام من الصف السابع حتى التاسع. في هذه الفترة، عادةً ما يؤثر الأصدقاء على أذواق بعضهم في الموسيقى أو اللباس أو تصفيفة الشعر، بالإضافة إلى النشاطات التي يختار الشبان الصغار المشاركة فيها. ولكن الرفاق لا يحلون محل الأهل. فتأثيركم سيبقى هو الأقوى على حياة طفلكم. يميل المراهقون الصغار إلى الرجوع لأهلهم من أجل إرشادهم إلى اتخاذ قراراتهم المتعلقة بتحديد خطط ما بعد الثانوية والمهنة والقيم الدينية والأخلاقية التي يجب اختيارها. يكون هذا التأثير أكبر عندما تكون العلاقة بين الأهل والطفل قوية.

premium freepik
إليكم بعض النصائح لإرشادكم إلى مساعدة طفلكم على تكوين صداقات سليمة:
أدركوا أن الضغط الذي يمارسه الأصدقاء يمكنه أن يكون مفيداً أو ضاراً.

معظم المراهقين الصغار ينجذبون إلى الأصدقاء الشبيهين بهم. فإذا اختار طفلكم أصدقاء غير مهتمين بالمدرسة ودرجاتهم متدنّية، فهذا قد يدل على أنه لن يرغب بالدراسة أو إنجاز الواجبات المدرسية. بينما إذا اختار أصدقاء يحبون المدرسة وأداؤهم حسن في دراستهم، فقد يصبح دافعه أقوى للحصول على درجات جيدة. كما أن الأصدقاء الذين يتجنبون الكحول والمخدرات لهم أيضًا تأثير إيجابي على طفلكم.

تعرفوا على أصدقاء طفلكم.

من الأساليب الجيدة للتعرف على أصدقاء طفلكم هي أن تقوموا بتوصيلهم إلى حيث يريدون -التحدث معهم في السيارة يمكن أن يكشف الكثير. يمكنكم أيضاً الترحيب بأصدقاء طفلكم في منزلكم. كما قد يشعركم وجود أصدقاء طفلكم في منزلكم براحة البال وقد يسمح لكم ذلك بوضع قواعد السلوك، بالإضافة إلى مساعدتكم على التعرف إلى ما يتحدثون عنه وما هي اهتماماتهم.

تعرفوا على أهل أصدقاء طفلكم.

لا يتوجب عليكم أن تكونوا أعز الأصدقاء، ولكن من المفيد أن تدركوا ما إذا كانت طباع وأساليب تعامل الأهل الآخرين مشابهة لطباعكم وأساليبكم. تشرح الاختصاصية كارول كينيدي، “قد يبدو الطفل بخير، لكن عليكم أن تعرفوا ما إذا كان هناك شخص ما موجود للإشراف في المنزل الآخر “. إن التعرف على الأهل الآخرين يسهل عليكم أن تكونوا على دراية بما ينبغي معرفته: أين يذهب طفلكم، من يذهب معه، متى يبدأ وينتهي النشاط، وهل سيتواجد معه شخص بالغ، وكيف سيذهب طفلكم من وإلى النشاط.

امنحوا طفلكم بعضاً من الوقت الحر لقضائه مع أصدقائه في مكان آمن.

إن النشاطات مهمة، ولكن الإكثار من حصص البيانو وتدريبات كرة السلة بشكل مفرط قد يؤدي إلى الانهيار. فالسماح لطفلكم بقضاء بعض من الوقت الحر مع أصدقائه في مكان آمن وبإشراف شخص بالغ سيسمح له بأن يشارك أفكاره وينمي مهارات اجتماعية هامة. على سبيل المثال، سيستطيع طفلكم إدراك أن الأصدقاء الصالحين يصغون إليهم جيداً، ويكونون متعاونين وواثقين بأنفسهم (ولكن ليس زيادة عن اللزوم)، كما يكونون متحمسين، ويتمتعون بحس فكاهي، ويحترمون الآخرين. قد يساعد قضاء الوقت مع الآخرين طفلكم على تغيير بعض تصرفاته التي تزعج الآخرين

للمزيد من الطرق المساعدة على تمكين الطفل من عقد الصداقات ترقبوا المقالة القادمة:

الصداقات – كيف تساعدون طفلك خلال فترة المراهقة المبكرة على عقد الصداقات

اترك رد