أخطاء تؤدي إلى إرهاقك وانهيارك كأم (1)
إرهاقك وانهيارك كأم :
لأنني أدرك جيداً ما تعيشينه.
بدأت تفلتين الغصن الصغير الذي كنت تتعلّقين به. إن حياتك اليوميّة تتعبك وتوترك وتُحبطك. أنت تعانين من نقص شديد في الدعم والتقدير. تشعرين أنك وحيدة وأنّ لا أحد يصغي إليك.
والذنب هنا ليس ذنبك. أنت تبذلين قصارى جهدك فعلاً ولا يمكن لأحد أن يلومك. أنت تعطين من دون حساب لأطفالك وزوجك وعائلتك وحتى لأصدقائك في بعض الأحيان.
وهذا كله جدير بالثناء. أنت تستحقين الاحترام والإصغاء والتفهّم. وتستحقين أيضاً أن يكون لديك الوقت الكافي كي تعتني بنفسك، فلولاك لما سارت الأمور بالطريقة نفسها.
لقد عشت هذا من قبل وسأشرح لك في هذا المقال الأخطاء التي ارتكبتها والتي أوصلتني إلى مرحلة الإرهاق الشديد، هذه الأخطاء التي نرتكبها كلنا والتي أريد أن أجنّبك إياها.
أفضّل هنا أن أحذّرك على الفور، فقراءة هذا المقال قد تتسبب بردّ فعل لديك تماماً كما حصل معي.
أنت تتجاهلين كلمات جسدك
لكنه يعمل بشكل جيّد.
إن الجسم يتحدّث إلينا، يهمس لنا، ويصرخ بأعراض تتجاهلها الكثيرات من بيننا.
نتجاهلها خوفاً من التبعات التي نتخيّلها على حياتنا اليوميّة، وروتيننا وراحة عائلتنا بشكل عام. نتجاهلها لأننا وفي لاوعينا نعتبر أن الإصغاء للذات والاعتناء بأنفسنا يعادل ألا يكون لدينا الوقت الكافي كي نعتني بأطفالنا وأحبائنا ومنزلنا ويعادل أن نتصرّف بأنانيّة.
لكن هذا التفكير خاطئ للغاية فعندما نغفل عن الاعتناء بأنفسنا وعن الإصغاء إلى الإشارات التي يرسلها الجسد ليعلمنا أنه متعب جداً، نعمل وحسب على تأجيل موعد الانهيار الكبير.
عندما تشعر الأم بالإنهاك والتعب وأنها ليست على ما يرام، يتأثر البيت كله.
إذن، ماذا عليك أن تفعلي كي تعتني بنفسك؟
تقضي الخطوة الأولى بأن تستمعي للجسم عندما يغني: ألم في الظهر، صدفيّة، طفح جلديّ، آلام رأس وشقيقة، تعب شديد. هذه الأعراض واضحة وتشكّل دليلاً قاطعاً.
- احصلي على مساعدة من أخصائيي الرعاية الصحيّة لمعالجة الآلام الجسديّة: مقوّم عظام، معالج بالوخز بالإبر، معالج بالحركة، معالج بالطبّ الطبيعي…
حذار الأطباء الذين يعطونك وصفات طبيّة من الأدوية المزيلة للقلق أو المنوّمة بشكل عشوائي. يمكن لهذه العكّازات أن تخفف الألم لبعض الوقت لكنها لن تساعدك على المدى البعيد. كما يصبح من الصعب التخلّص منها لأنها تسبب التعوّد والإدمان ويمكن أن تفضي إلى نوبات اكتئاب.
- امنحي نفسك استراحات حقيقيّة. لن تتوقّف الأرض عن الدوران صدقيني: يمكنك أن تمضي فترة بعد الظهر في منتجع صحيّ مع صديقتك المقرّبة، أو أن تذهبي إلى السينما مع زوجك أو أن تخرجي في نزهة في الهواء الطلق وحدك.
عندما تهتمين بصحتك وبراحتك بشكل منتظم، ستبقين قادرة على تحمّل أعباء يومك بسهولة أكبر وستتمكنين من استعادة طاقتك الغالية.
ويقودني هذا الكلام إلى الخطأ التالي وهو مفتاح الدخول إلى مرحلة الانهيار التام. وسأشرح لك السبب في المقالة التالية.
التعليقات مغلقة.