الثقة بالنفس : طريقتان لا غنى عنها من أجل تنمية ثقة أولادنا بأنفسهم (2)
تنمية ثقة أولادنا بأنفسهم
إن الخبر المفرح هو أنّه وأخيرًا يوجد أربع طرق أساسيّة من أجل بناء ثقة أطفالنا بأنفسهم . الأولى هي تقديم المديح الحقيقي والمبرّر عند نجاحه. والثانية هي أن نشرح لطفلنا الفائدة من الفشل ونطمئنه.
الطريقة الأولى من أجل بناء الطفل ثقته بنفسه : تهنئته عند نجاحها
الصدق والحقيقة
يقول لنا المحلّل النفسي ديدييه هوزيل: “إن الطفل بحاجة إلى التشجيع شرط أن يكون مبرّرًا”. من المؤكّد أن تهنئة طفلكم عند نجاحه يساهم في بناء ثقته بنفسه، ولكن فقط عندما يكون كلامنا صادقًا وحقيقيًّا.
التبرير والمصداقيّة
من المعقّد جدًّا أن نجد التوازن الصحيح بين علاقتنا العاطفية غير الموضوعيّة، التي تغذّي رغبتنا بالتشجيع (“أنا فخورٌ بك، أنت رائع”)، وبين دورنا التربويّ الذي يجب أن يكون أكثر موضوعيّة عندما نلعب دور “مدرّب حياة”. عند المبالغة في المديح غير المبرّر، سيزيد غرور الطفل وسوف يخلق لديه نظرة خاطئة للعالم . بالإضافة إلى التأثير المدمّر على حياته الإجتماعيّة….! إن عدم تبرير المديح يؤدّي أيضًا إلى فقدان مصداقيّته وقوّته.
“يجب تهنئتهم، بالتأكيد، ولكن أيضًا تعليمهم تفهّم العالم. تقديره وإعطاؤه القيمة”، هذا ما يقوله كريستوف أندريه، وبالتالي إنتبهوا لسوء إستعمال عبارة “أنا فخور بك”، أو “أحسنت، لقد نجحت، أنت الأفضل”.
الطريقة الثانية من أجل بناء الثقة بالنفس: تعليمه فائدة الفشل
تجنّب تجاهل نقاط ضعفه
في سياق مؤيّد لعلم النفس الإيجابي، قد نميل إلى إنكار فشل طفلنا، ونتجنّب التحدّث عن نقاط ضعفه. ولكن هذا التصرّف لن يؤدّي سوى إلى تعزيز شكوكه حول قدرته على جعلنا فخورين به وعلى كونه محبوبًا لشخصه…وليس لأجل نجاحه. وكذلك فإن ارتكاب الخطأ مفيد بالتأكيد، وهو جزء لا يتجزّأ من التعلّم! وسيكون من الخطأ حرمانه من هذه الفرصة لكي ينضج!
التعلّم من كل فشل
في الواقع، إن الفشل يجعلنا ننضج في النهاية…إذا ما تعلّم الطفل شيئًا من فشله أو خطأه، أليس كذلك ؟ أحد شعاراتي هو عبارة مشهورة لنيلسون مانديلا: “أنا لا أفشل أبدًا: إمّا أنجح، وإمّا أتعلّم”. لقد تمكّن نيلسون من فهم كل شيء! حتّى لو كان من الصعب التخلّص من الشعور الذي يمثّله الفشل أو الخطأ، على الأقل في حينه، يبقى الفشل الطريقة الأفضل بل الوحيدة الفعّالة من أجل التقدّم، والتحسّن! تعلّموا إذًا التحدّث عن قيمة الفشل!
“حسنات” الفشل
يقول لنا الفيلسوف شارل بيبان: “إن الحكمة من الفشل أقوى بكثير من نشوة النجاح”. بإختصار، إن ما نتعلّمه من الفشل ذو قيمة أكبر بكثير من النجاح، الذي لا يعلّمنا شيئًا! ذلك أن النجاح لا ينتج عنه أي سؤال/ استفسار.
ترقبوا في المقالة القادمة: طريقتان أخريان لبناء الطفل ثقته بنفسه