لماذا يجب أن لا نترك الطفل الرضيع يبكي؟

0
السيطرة على العواطف

يحتاج الأطفال إلى مساعدة أهلهم لتعلم التحكم بعواطفهم. بالتالي، فإن مناطق الدماغ الأكثر تطوراً عند الولادة هي تلك المتعلقة بالتحكم بردود الفعل والغرائز الأساسية. لذلك يكون الأطفال الصغار ضحية سهلة للمشاعر القوية التي توجهها هذه المنطقة التي تسمى الجهاز الحوفي (the limbic system): حيث تتواجد مداخل الغضب ونوبات البكاء والخوف والقلق من الإنفصال، وما إلى ذلك.

عندما يواجه الأطفال مواقف غير مألوفة، غالباً ما يسيطر عليهم مشاعر متدفقة تتجسد في حالة عاطفية محددة كالخوف أو القلق أو الحصول على دافع للقيام بتصرف ما. في مثل هذه المواقف التي تسبب تنشيطاً خاصاً للدماغ، لا يعرف الطفل كيف يتصرف. فالمسألة لا تتعلق هنا بالغريزة. بل بأن المناطق التي تتحكم بالمشاعر خاصة أجزاء الجهاز الحوفي والقشرة الدماغية (قشرة الفص الجبهي)، لم تتطور بعد.

لكي يتعلم الطفل التحكم في عواطفه، من المهم جداً إذاً تزويده بالدعم العاطفي. وهذا ما يحصل حين يقوم الأهل بمواساة الطفل عندما يبكي. أثبتت أبحاث علمية أن المواساة التي يتم تقديمها للطفل تخلق روابط عصبية تساعده على التكيف طيلة حياته.

freepik.com
لماذا يجب أن لا نترك الطفل الرضيع يبكي؟

حين يبكي الطفل، تفرز الغدد الكظرية الكورتيزول، وهو هورمون يسمى أيضاً هورمون التوتر أو الضغط النفسي. وحين يواسي أحد الراشدين الطفل، ينخفض مستوى الكورتيزول. وإن لم تتم مواساته، فسيبقى مستوى الكورتيزول مرتفعاً.

بعض التجارب في الحياة تؤدي إلى ضغوطات لا يمكن التغلب عليها، أي نسبة توتر من الضروري التعامل معها، لكن مهمة للنمو الصحي. على عكس ذلك، يمكن للضغط المتواصل الذي تطول مدته أن يسبب آثاراً ضارة لدماغ الطفل. وذلك لأن الكميات الكبيرة من الكورتيزول قد تستقر في الدماغ لمدة ساعات، وربما أيام. مما يمكن أن يؤذي بنية الدماغ. كما أن التوتر المتواصل والمطوّل ضار وغالباً ما يرتبط بالإساءة والإهمال خلال مرحلة الطفولة المبكرة.

على عكس ذلك، حين نواسي ونريح الطفل، ينتج دماغه هورموناً يهدئه وهو الأوكسيتوسين. هذا الشعور بالراحة الذي يسكنه عند كل اتصال مع أهله هو الذي يسمح له بتطوير علاقة عاطفية قوية معهم. لذا يجب أن لا نترك الطفل الرضيع يبكي

اترك رد