كيف حوّلت أمومتي للصبيان من نظرتي إلى الرجال
إنجابي للصبيان
اسمحوا لي أن أكون صادقًة : أنا لا أعبأ بالأفكار الشائعة عن الجنسين
بغض النظر عن جريان هورمون التستسترون في عروق ولديّ ، أنا لا أحاول قراءة ما وراء جنسهما كذكور أو تأويل الأمور المتعلقة بجنسهما . أحد أطفالي يحب تلوين الصور وقراءة الكتب بهدوء. والآخر يحب الصراخ والجري ولكم الأشياء. كلاهما ابناي ، بين ولادة الواحد والآخر 18 شهراً . وكلاهما فريدان تمامًا. كلاهما “صبيانيّ الطبع”
لذلك عندما أطلق على نفسي اسم ام “صبي”، فأنا لا أتحدث كثيرًا عن الألعاب الصبيانية والصور النمطية المتعلقة بالذكور – لا ، الأمر ليس كذلك على الإطلاق.
ما لم أكن مستعدة له في هويتي الجديدة كأم “صبي” هو كيف أن إنجاب الصبيان ربطني بالرجال بطريقة جديدة تمامًا.
هذا هو معنى أن تصبح والداً ..فالأمومة أو الأبوة تغير حقاً نظرتك إلى العالم.
ترعرعت كفتاة ، تنظر دائماً إلى الصبيان على أنهم “الآخر”. النسوية في داخلي قرأت قصصًا عن حيازة الذكور على امتيازات كثيرة ، واعتبرت الرجال جزءاً من المشكلة. وكأنثى ، كنت اعتبر الرجال عدائيين يبعدون المرأة دوماً عن السلطة والقيادة وعن الأماكن المقدسة حتى. كنت أعرف رجالًا ، لكنني لم أتعرف أبدًا إلى حقيقة الصبيان والرجال.
حتى أصبحت أماً.
حالي كحال الأب الذي يقول إن أبوتي لفتاة غيرت نظرتي إلى الأنثى ..شعرت أيضًا أن وجهة نظري للذكور تتغير بسبب أبنائي.
أدركت لأول مرة كيف غيرتني الأمومة عندما شاهدت على الأخبار قصة “ضابط من الشرطة ” أصيب برصاصة وقتل أثناء دوريته. أجرت محطة الأخبار المحلية مقابلة مع والدته ، كما يفعلون في كثير من الأحيان ، تحدثت فيه في ثوان قليلة عن ابنها الذي ضحى بحياته من أجل الواجب .. 8 ثوان فقط عن حياة غالية ..
في الماضي عندما كنت أشاهد خبراً كهذا كنت أقول “هذا محزن جداً” ولكن في تلك الليلة توجهت إلى غرفة طفلي البالغ من العمر 9 أشهر والألم يعتصر قلبي ومعدتي تتشنج .. اغرورقت عيناي بالدموع وغص حلقي بها ..
هذا الرجل الفقير. تلك الأم المسكينة. ذاك الشرطي كان طفلها.
ذاك الشرطي كان طفلها.
فوجئت أيضاً حين اكتشفت تلك العاطفة التي غمرتني تجاه أولئك المراهقين الغريبي الأطوار .. صبيان ذوو بثور وهرمونات وجموح و تهور..
شاهدت مؤخرًا هؤلاء المراهقين يمشون غير واثقي الخطى ..يتجولون في شوارع مدينتنا لا يلوون على شيء.. فغمرتني غريزة الأمومة .. في بضع سنوات فقط ، سيكون ابني واحدًا من هؤلاء المخلوقات: فتى متعرقاً ، مهووساً بالقتال ، صبياً يتحول إلى رجل. لا يسعني إلا أن أنظر إلى هؤلاء الأولاد في الرابعة عشرة من العمر وأبتسم. هم أطفال شخص ما.
هؤلاء الأولاد المراهقون هم أطفال شخص ما.
رأيت رجلاً عجوزًا في المقهى الأسبوع الماضي. كانت يداه ترتجفان وهو يرفع بتخبط فنجان قهوته إلى شفتيه. يحاول الإبقاء على استقلاليته متوكئاً على عصاه. هذا العجوز هو ابن لأم لم تعد موجودة في هذه الحياة .. لكن كان لديه أم. وكانت تحبه بشدة. والآن عليه أن يعيش بدونها. حتى آخر أيامها ، كان طفلها.
كان ذلك الرجل العجوز طفلاً لشخص ما.
زوجي رجل رائع وأب. لكن كوني أماً تعلمت أن الرجال الطيبين لا يظهرون من العدم هكذا بل تتم قولبتهم وتشكيلهم ورعايتهم بألف طريقة وطريقة. إنه زوج رائع الآن ، لكنه سيظل دائمًا طفل والدته. وأنا شاكرة لها جدًا للرجل الطيب الذي ربته.
سيكون زوجي دائماً طفلها.
في يوم من الأيام ، لن تظل أصوات أطفالي ناعمة ولن تبقى أجسادهم طرية صغيرة .. سيخشوشن صوتهم وتقسو جلودهم وتطول أطرافهم .. وسينشغلون عني ويهرعون لملاقاة أصدقائهم وصديقاتهم .. إن مجرد التفكير بوجوههم غارقة بالشعر يضحكني ويبكيني .
أولادي سيكونون دائماً أطفالي.
لكن أطفالي الصغار سيصبحون يومًا ما – في وقت أقرب مما قد يبدو – رجالًا. رجالاً أقوياء وكباراً لديهم مسؤولية وآمال .
وسيحاطون بأناس معجبين بهم وستكون كواهلهم مثقلة بالأعباء والمشاغل والهموم.. وستحيط بهم مفاهيم المجتمع عن تقبل الرجولة أو رفضها.
وسيكون لهم مفاهيمهم عن الرجل الصالح .
العالم بأمس الحاجة لرجال صالحين.
إنه لشرف كبير أن أساعد في تربية وإرشاد وإطلاق صغاري إلى هذه الحياة.
ولكن بغض النظر عن حجم أبنائي ، فسيظلون دائمًا مناسبين تمامًا لقلبي.
هؤلاء الرجال سيكونون دائمًا أبناء هؤلاء الأمهات.
وسأشعر دائمًا بدفء وعمق التواصل مع الرجال في جميع أنحاء العالم ، بسبب هؤلاء الصبيان الأعزاء، الغالين على قلوب الأمهات
وسيكونون دائمًا أطفالي.