“أمي ! لماذا لا يحبني أحد؟”
لا يحبني أحد
- “أمي ، هل يمكنني أن أسألك شيئًا؟” سألني ابني هذا وهو يضع حقيبته بعيدًا بعد عودته من المدرسة إلى المنزل.
- أجبت: “بالطبع” ، كنت في ذاك الوقت اقطع التفاح إلى شرائح. “ما القصة؟”
- “لماذا يعتقد الجميع أنني فاشل؟ لماذا لا يحبني أحد ؟ “
وضعت السكين من يدي ونظرت في عيني ابني وقلت له بكلمات حازمة لا لبس فيها:
“أنت لست فاشلاً. أنت شخص رائع ومميز ولديك الكثير من المميزات لتشاركها مع الآخرين والكثير من المواهب لإظهارها. وأنت شخص عظيم ، وطفل لطيف. “
ماذا حدث؟
هناك طفل أو طفلان في الحافلة يعبثان مع ابني. ليس عبر التنمر الجسدي بل عبر بضع كلمات لئيمة يقولونها له كل يوم في الحافلة. فهم يقولون لرفاقهم كلمات للتنفير من ابني: “لا تتحدث معه ، لا تجلس قربه ، لا تلمسه” .. إنها لعبة مؤذية جداً .. ابني من ذلك النوع من الأطفال الذي يضايقهم لأنه يجعلهم غير مرتاحين فهو يرفض قبول سلوكهم ولؤمهم ويقول لهم ذلك علانية . عندما ينعتونه بالفاشل يدحضهم. وعندما يتجاهلونه ، يخبرهم أنهم وقحون. إنه يعيش بالطريقة التي علمته إياها وهو يحاول مرارًا وتكرارًا أن يكون لطيفًا ومتسامحًا .
يبحثون عن نقاط ضعفه. ينعتونه بالسمين وهو ليس كذلك. إنه في الحادية عشرة عاماً .. طوله متر و57 سم. لديه بعض الوزن الزائد لكنهم يضايقونه ويجعلونه يشك في قيمته الذاتية التي يربطها بصورة جسده. ليست الفتيات فقط من يعانين من مشاكل في صورة الجسد.
يصفونه بالفاشل – لأنه لا يلعب ألعاب الفيديو العنيفة التي يلعبونها ولأنه ليس لئيماً مثلهم..
أنا لست عمياء عن أخطاء ابني وأنا أعلم أنه قال بعض الانتقادات اللاذعة لهؤلاء الأطفال ولكن الأم التي بداخلي راضية عن ذلك. لا أسمح له باللعب بألعاب الفيديو العنيفة ، وأقول له إنه لا بأس أن تقول للآخرين إن قواعد عائلتنا تنص على عدم اللعب بهذه الألعاب. تحزنني حقيقة أن الأطفال الآخرين يعيبون عليه ذلك . ويستهزئون به لانه ليس بارعاَ بالرياضة .. فهو لا يمارس الكثير من الرياضات لأن الربو جعل الأمر صعباً عليه في الماضي. كما أن الاستهزاء به لعدم براعته بالرياضة تحول بينه وبين أن يجرب تحسين أدائه الرياضي .حتى الآن ما زال يحاول المشاركة في بعض الألعاب البسيطة وبعض الأنشطة التي ترعاها المدرسة.. ولكن متى سيقرر أنه لم يعد يستحق هذا الشعور بالألم والأسى ؟
طفلي يحب اللعب في الخارج ، يحب ركوب دراجته. يحب ألعاب التركيب ويمارسها ويحب القراءة. وهو يحب الكشافة. ويحب مساعدة الحيوانات التي بلا مأوى . يحب اللعب بألعاب الورق وألعاب المسدسات وهو لا ينفك يغيظ أخته الكبرى. يحب الرماية وبندقيته البلاستيكية والصناعات اليدوية. يقضي ساعات طويلة مع جده المريض بصبر لانهائي يستمتع بكل ثانية معه.
إنه يبني الحصون ويريد بشدة بناء منزل على الشجرة ولكني لا أعرف كيف وليس لدي الميزانية لذلك..
مع هذا، سأجد طريقة لتأمين المال.. إنه يصرع رأسي بسبب رغبته في شراء سيارة سباق صغيرة مخصصة للأطفال وأظنه قريباً سيصنع واحدة بنفسه .. ابني يجمع بطاقات البيسبول وأسطوانات الفينيل القديمة ويقضي الكثير من الوقت في الاستماع والتحدث عن الموسيقى معنا. نقضي ساعات في دراسة النجوم بواسطة تلسكوبه. نذهب للمشي لمسافات طويلة ونستكشف الأماكن .
لقد اخبرني بخجل عن أول غرام له .. إنها فتاة لطيفة وجميلة تبادله الابتسامات والنظرات. يحب الصلاة ويستميت في الدفاع عن المظلوم كما انه صديق جيد صحبته لطيفة . إنه طفل عظيم ، وفي الوقت الحالي، لا يرغب في التنازل عما يؤمن أنه صح وآمل الا يفقد هذه الميزة.
لذا كان جوابي لابني هو أنك لست فاشلاً ، فأنت لست مثلهم ، لذا انت تشكل لهؤلاء المتنمرين تهديداً وتجعلهم يشعرون بالقلق وعدم الراحة. . لهذا السبب يضايقونك. بعدما أنهيت جوابي قال لي:” “حسنًا أمي ، أعتقد أنني سأدعو لهم حتى يصلح الله حالهم وسأحاول أن أكون لطيفاً معهم يوم الإثنين…” ثم مسح دموعه ، وعانقني مرة أخرى وتركني في المطبخ مكسورة القلب بعض الشيء ولكن بسمة علت وجهي حامدة الله لأني أم لهذا الصبي .. إنه نعمة كبيرة ..
أرجوك با الله اجعل يوم الاثنين يوماً جيدا لابني..