كيف جعلت أولادي يسارعون إلى النوم مساءً دون تذمر

0

النوم بدون تذمر:
يعرف جميع الأهالي (بالأخص غير الكاملين منهم) أن لحظة ذهاب الطفل إلى الفراش معقدة وصعبة، هي لحظة انفصال بالنسبة إليهم، وهم يحاولون تأخيرها دائماً.

طقوس مسائية تسهّل لحظة الخلود إلى الفراش

لدينا أيضاً، هذا هو الحال: بعد أن يغسل الطفل أسنانه ويقبلنا قبلة المساء ويستلقي في فراشه، نجلس نحن لنشاهد نيتفلكس، فنجده أمامنا يصدمنا بطقوسه المسائية “لا أريد أن أنام”:

  • “أمي، أريد كوباً من الماء”
  • “أمي، لا ينفك كاناي يدخل غرفتي”
  • “أمي، هل يمكنني أن أذهب إلى لعبة الليزر في عيد ميلادي مع أصدقائي؟”
  • “أمي، كم عدد الأقمار الصناعية حول كوكب المشتري؟”

وبالطبع الجملة الشهيرة: “لم تقبليني قبل أن أذهب إلى فراشي”

من الواضح أنه أمر مزعج: نحن ننتظر اليوم بطوله بفارغ الصبر هذه اللحظة من الهدوء والسكينة ونظن أخيراً أننا سنمسك جهاز التحكم (وسنضغط على نيتفلكس)… ولكن كلا!
بالتأكيد، نحن نمر بمراحل من الغضب الشديد، فنصرخ بصوت عال من غرفتنا: “يا أطفال، هذا يكفي، حان وقت النوم”. في بعض لحظات الضعف، قد نقول: “حسنًا، سأحضر لك كأساً من الماء ، لكنك ستنام بعد ذلك!”. ولكن كيف نوقف هذه الطقوس الشريرة من “لا أريد أن أنام”؟

الطقوس المسائية: “الأوقات القصيرة”

في الواقع، الأمر بسيط للغاية، فأنا أدرك أن أطفالي لا يستطيعون فصل أنفسهم عني أثناء الليل لأنهم لم يروني لوقت كاف طوال اليوم بسبب قلة الوقت الذي نقضيه سوياً. القبلة المسائية هي لحظة مميزة بالنسبة لكلٍ من الطفل والأهل. لكنها قصيرة وعابرة، وبالتالي هي محبطة. قصة المساء جميلة ولكنها غالباً ما تتكرر باستمرار وقد مللت شخصياً منها.
في اليوم التالي، قررت أن أستبدل طقوس “لا أريد أن أنام” بأخرى أدعوها “الأوقات القصيرة”.

كيف تعوّدون الطفل على هذه الطقوس الجديدة؟

هذه الأوقات القصيرة تتميز بقواعد بسيطة تناسب الجميع، لذا من السهل الإتفاق عليها كعائلة:
  1. الوقت محدود
    اتفقوا معًا على مدة “معقولة” لهذه الطقوس، والتزموا بالتوقيت. إذا قررتم أنها ستكون 15 دقيقة، توقفوا بعد مرور هذا الوقت. عندما تنتهي الـ 15 دقيقة، أوقفوا اللعبة برفق ووضبوا كل شيء، إذا لزم الأمر. لا تفاوضوهم لتكملوا اللعب معهم. اطلبوا منهم أن يذهبوا بعدها إلى الفراش واعطوهم القبلة أو العناق!
  2. هذا وقت مخصص لولد واحد ووالد واحد
    إذا كنتم محظوظين بما يكفي لأن تكونوا في أسرة مكونة من طفلين ووالدين، فعليكم أن تعملوا لمدة 15 دقيقة كثنائي ثم تعكسوا الأدوار !! إذا كان لديكم ولد واحد فقط، فلكل والد دوره معه.
  3. هذا وقت مخصص للرابط الذي يجمع الطفل بوالده
    يقرر الطفل اللعبة (ولكن يجب أن تكون لعبة هادئة) ويجب على الوالد أو الوالدة أن يلعبها معه بكل تركيز، وليس من خلال المشاهدة من بعيد أثناء التحقق من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به. 15 دقيقة لكل طفل في المساء هو وقت جيد يمكن أن تخصصوه لأطفالكم حتى وإن كنتم مشغولين ومرهقين. وحتى إذا كنتم لا ترغبون في اللعب بالكرات.
  4. هذا الوقت غير قابل للتفاوض
    عليكم تخصيصه كل مساء، حتى لو كان الطفل معاقباً، أو كنتم متعبين. وحتى لو تناولتم العشاء في وقت متأخر. يجب أن يعرف الطفل أنه يمتلك 15 دقيقة من وقتنا وكامل انتباهنا كل مساء.
تقييم هذه الطقوس المسائية (بعد تجربة دامت أشهر عديدة):

بصراحة تامة، اعتقدت أن هذه “الأوقات القصيرة” تتطلب جهداً كبيراً مني. من الصعب أحياناً أن نؤجل وقت مشاهدة نيتفلكس لنقضيه مع الأطفال بدلاً من أمام التلفاز.
بعد أشهر عديدة من التجربة، أصبحت أحب هذا الوقت كثيراً. إنها طريقة مذهلة لأتعرف على أطفالي: بسبب الألعاب التي يختارونها، والتفسيرات التي يقدمونها لي. تعلمت أيضاً أن أراقبهم، وأن أتفاجأ من الأفكار التي يمتلكونها. هي لحظة تبادل رائعة نحظى بها مع الأطفال! وعندما يحين وقت النوم، تصبح الأمور أسهل بكثير!
الخلاصة: لقد قررنا أن نتابع هذه الطقوس المسائية.

premium freepik license
ما تعلمته عن أطفالي:

يمتلك كاناي البالغ من العمر 10 سنوات أفكاراً طوال الوقت، هو ينتظر بفارغ الصبر “الأوقات القصيرة” التي يقضيها مع أمه وأبيه. هو يمتلك رغبات غير محدودة، ويرغب بأن يعرفنا على عالمه الصغير، وبأن يلعب معنا بالليغو، الكرات، التنين، وأن يرينا رسوماته.

تبلغ بيشات 12 عاماً من العمر. هي لا تعرف كيف تشارك ما تحب وما تشعر به. هي لا تعرف دائماً ما الذي ترغب بالقيام به معي أو مع والدها. أقترح عليها عادة قراءة كتاب معها، اختراع قصة ما، طرح أسئلة عليها. ولكنها تهتم أيضاً بعملي، وبلقائي مع أبيها. أحياناً، نحن نغني بهدوء أو نخوض جلسة يوغا. هي تسترخي أثناء هذه اللحظات وتسقط قناع الفتاة القوية والعنيدة التي ترتديه دائماً. يصبح الحوار أسهل عندها، حتى لو كنت أتمنى لو أنها تتجرأ على أن تفتح قلبها لي كي نتحدث عن أمور أكثر حميمية.

نصائح عملية لتنفيذ طقوس المساء: تعلموا من أخطائي!

لا تتجاوزوا الوقت المحدد

عندما يرن الجرس معلناً نهاية الوقت المخصص، توقفوا فوراً وأكملوا اللعب في اليوم التالي إذا لزم الأمر.

اسمحوا لطفلكم أن يدخلكم إلى عالمه الخاص

إذا كنتم لا ترغبون بأن تلعبوا ما يرغب به ولدكم، تذكروا أنها ليست إلا 15 دقيقة! ستتفاجأون عندها من مدى تحسن التواصل والعلاقة بينكم وبينه. بالإضافة إلى ذلك، بهذه الطريقة، أنتم لستم مضطرين أن تضغطوا على أنفسكم لتجدوا فكرة ما (لا عبء ذهني إضافي).

خصصوا وقتاً لكل طفل إذا كان لديكم العديد من الأطفال

إذا كان لديكم عدة أطفال، من المغري أن تخصصوا وقتاً قصيراً لهم جميعهم مع بعضهم البعض. ولكن بكل صراحة، النتيجة تكون مختلفة كثيراً عندما تخصصون وقتاً لكل منهم على حدى.

اختاروا مدة للأوقات القصيرة “يمكن التحكم بها”

اتفقوا مع أطفالكم. ولكن احرصوا على قضاء 10 دقائق على الأقل مع كل طفل في المساء. يمر الوقت بسرعة كبيرة جدًا وقد يكون من المحبط ألا تكونوا قادرين على الاستفادة منه إلى آخر رمق.

تجنبوا الألعاب التي تتطلب الكثير من الحركة

في هذه الألعاب، يخرج الجميع متحمسًا في النهاية (نوع من قتال الوسائد …)! يصبح الذهاب إلى الفراش بعد 15 دقيقة أمراً صعباً للغاية!
لإضافة لمسة من المفاجأة، يمكنكم أيضًا إعداد قسائم صغيرة (بطاقات) بأفكار للأنشطة التي يمكن ممارستها. يمكنكم وضع هذه القسائم في صندوق، أو في تقويم ما.

يمكنكم أن تقوموا باختراع قصة ما معًا قبل النوم لقضاء بعض الوقت الجيد.

نأمل أن تحثّكم هذه المقالة على تخصيص بعض الوقت لأطفالكم يومياً. وأنتم، أخبرونا عن طقوسكم المسائية التي تمارسونها! شاركونا خبراتكم في التعليقات!

اترك رد