كيف تعبرون كأهل عن مخاوفكم ومشاعركم للمراهق دون ان تجرحوه؟

مخاوف الأهل :
يا إلهي ماذا أفعل!؟ اخاف على ابنتي المراهقة من عالم الانترنت .. عندما افتح النتفليكس واشاهد فيلماً وارى تلك المشاهد غير المراقبة يرتجف قلبي خوفاً على ابنتي وعندما يطالعني على التك توك والانستغرام أولئك المثليون وهم يتكلمون بكل وقاحة عن انفسهم اشعر بالاسى هذا عدا المشاهد الاخرى التي ترتجف لها اوصالي وانا اتصور انها تصل الى ابنتي.. اخاف عليها لانها مراهقة يافعةً بريئة تواجه عالماً مخيفاً تكثر فيه المحفزات كلها بدءاً من الأمور البصرية وصولا الى السمعية فالكلامية.

وحين افكر بيني وبين نفسي في الموضوع اجدني لا اعرف ماذا أفعل…هل الحل بوضع الحدود لوجودها على التليفون ام هل عليّ أن احرمها من كل هذه الصلة بعالم الانترنت؟.. المؤكد ان هذا الخيار عير وارد…

ولا تقف lمخاوف قلبي وعقلي عند هذا الحد بل اشعر بابنتي في قلبي واشعر بمخاوفها .. حين اراها تلوذ بذاك الصمت اعرف ان وراءه ما تشعر به وما تواجهه من مشاعر في فترة المراهقة الصعبة..

  • اعرف ان وراء صمتها عجزها عن الاعتراف لنفسها بأن فترة المراهقة هذه صعبة عليها،
  • اعرف انها تبحث عن اشياء وترفض اشياء وتبتكر وتخلق اشياء كثيرة ولكنها لا تعرف كيف تحدثنا بما في نفسها ..
  • اعرف ان ابنتي تريد ان تكون مستقلة وان تتخلص من سلطتنا عليها..

ولكن الطريق أمامها لن يكون بالسهل لا بل سيصبح اصعب مع الوقت ..الحياة عبارة عن مدرسة يتعلم فيها كل واحد منا الاشياء على طريقته وأثناء هذه العملية التعلمية ستقع ابنتي في نجاحات وإخفاقات ولكني اعلم انها ستتغلب على كل الصعاب فالمراهق حتى لو بدا لنا هشاً او حساساً هو يملك في أعماقه صلابة وقوة سرعان ما ستظهران للعلن.. خلال هذه الفترة سيكون عليّ كأم ان أقف بعيداً لأترك لها درب المغامرة ولتكون هي من يقرر مصيرها وحياتها ولكني سأبقى كالمراقب الذي سيؤمن الحماية والدعم إن استدعت الحاجة ..

في الصغر نتولى نحن الاهل مسؤوليات حياة طفلنا فتكون حياته كلها تقريبا بين يدينا. نحن من يحدد اين يذهب ومتى؟ نحن من يحدد ماذا يأكل وما يشرب بناء على قواعد تضعها كل اسرة لعائلتها ونحن من يحدد المدرسة وفترات اللهو وغير ذلك.

ولكن الآن في فترة المراهقة علينا كأهل ان نخفف من قبضتنا على حبل حياته.. علينا ان نخفف من سلطتنا وعلينا ان نثق به وبقدرته على خوض غمار الحياة.. علينا أن نحد من مخاوف وهواجس أفكارنا.

هنا نقع نحن الاهل في الأخطاء فكثير منا لا يعي ان طفلنا الآن دخل مرحلة البدء بالاستقلالية عنا وعن سطوتنا وعن حبنا حتى .. وهنا يكون المفصل فإما نجاح طفلنا او فشله.. فكثرة الضغط قد يجعله يفلت من بين ايدينا وكثرة التراخي تجعله عرضة لمخاطر من نوع آخر ..

في هذه المرحلة هل عليّ ان اخبر ابنتي المراهقة بمخاوفي؟ هل اخبرها انني اتدخل في حياتها بسبب خوفي عليها من هذا العالم ؟ هل إخبارها بمخاوفي قد يدخل الخوف الى قلبها فيشلها وهذا للأسف اهم دور للمخاوف… شل ارادتنا وقراراتنا.

الآن وانا واقفةعلى التل ارقب ابنتي اجدني حائرة ماذا افعل؟ هل اخبرها بمخاوفي ويا لها من مخاوف؟

آمال الأتات

التعليقات مغلقة.