3 أكذوبات لا تقولوها لأطفالكم (2)

0

 لا يوجد أهل لم يكذبوا أبداً كي يكف أبناؤهم عن الإصرار على القيام بأمرٍ ما، على الرغم من أنهم قد أنهوا القيام بأمرٍ آخر للتو. سبق أن حصل هذا الموقف معنا جميعاً. لذلك سنتعرف في هذا المقال على ثلاث أكذوبات لا تقولوها لأطفالنا. 

الأكاذيب التي يجب أن لا نقولها لأطفالنا 

تترك كل الأكاذيب آثاراً مؤذية لدى أطفالنا، لكن بعض المواضيع قد تشكّل صدمة عنيفة لهم. 

فكوننا الأهل، نحن القدوة لأطفالنا: لذا يجب أن نتجنب الكذب، حتى لو كان إصرارهم يدفعنا إلى الوعد بالقيام بأمرٍ ما في وقتٍ لاحق (لأننا مشغولون جداً)، على الرغم من اننا لن نتمكّن من تنفيذ هذا الوعد لاحقاً. في المقالة السابقة تحدثنا عن الامتناع عن أكذوبتين..  

والآن فلنتعرّف أكثر على تفاصيل 3 أكذوبات أخرى  من هذه الأكاذيب. 
لا بأس، ليس الأمر خطيراً” واحدة من الأكاذيب التي يجب أن لا نقولها لأطفالنا 

هي عبارة نستخدمها بنوايا حسنة لتفادي أن يشعر صغارنا بالألم في حال حصول مشكلة ما. إلا أنها لا تساعدهم: بل تجعلهم فعلاً يشعرون بالألم. 

إذا وقع الطفل، وتألم وبكى لمجرد رؤية جرح صغير. فما الذي سيفهمه إذا قلنا له “لا بأس، ليس الأمر خطيراً”؟ سيظن أن هناك فرق بين ما يشعر به وبين الواقع الذي يراه أهله. وسيشعر حينها بالضياع، ولن يتمكّن من معرفة إذا ما كان ما يحصل له مهماً أو يجب تجاهله. 

تستحق الأفضل 

بالنسبة لنا، أطفالنا هم سبب حياتنا، والنور فيها. هم كل ما نملك، لكن ذلك لا يجعلهم أفضل من الآخرين أو أحق من غيرهم بأمور معينة. نحن لا نعيش بمفردنا بل نعيش في مجتمع، ومن المهم أن يتعلّم أطفالنا أنهم ليسوا وحدهم محور الاهتمام وليسوا الأهم في نظر الآخرين. حتى لو كانوا كذلك بالنسبة إلينا. 

يجب أن نعلّمهم قيمة التواضع كي يتمكنوا من الاندماج اجتماعياً. ويجب أن يدركوا أنهم يستحقون الأفضل، مع التركيز على أن الوصول إلى الأفضل يحتاج إلى بذل جهود. 

يجب أن نعلّمهم أيضاً أن يكونوا ممتنين في الحياة، كي لا يتحولوا إلى طغاة، وأنه يجب عليهم أيضاً أن يتعلّموا من أخطائهم. كما يجب أن نخبرهم دائماً أننا كوننا أهلهم موجودون ومستعدون دائماً لمساعدتهم. 

محاولة جعلهم يشعرون بأنهم لن يعانوا أبداً في حياتهم 

نحن نحب أطفالنا لدرجة أننا لا نرغب برؤيتهم يعانون. لذا نفعل المستحيل ونبذل أقصى جهدنا كي نجعلهم يشعرون أن العالم مثالي، وكي يتفادوا شعورهم بالإحباط. كما نعدهم بأمور لن تتحقق أبداً. إلا أن هذه الطريقة على عكس ما نظن، لا تساعدهم بل تؤذيهم. 

بالإضافة إلى أن هذا النوع من العبارات سيجعلهم يفقدون ثقتهم بنا لأنهم يرون أنه على الرغم من كل ما نقوله لهم، لا يمكننا التحكم فيما إذا كانوا سيعانون أو لا. 

على سبيل المثال قد يحدث أن يموت أحد أفراد العائلة فجأة، أو أن يرسبوا في المدرسة، إلى آخره. نحن طبعاً لا نتمنى رؤيتهم يعانون، لكن لا نستطيع منعهم من الشعور بالألم أو المعاناة في مواقف معينة. 

فالحياة كالتالي: يحدث أن نقع لكن علينا أن ننهض من جديد، ونقاتل ونتغلب على العقبات. بفضل ذلك، سنعمل على تطوير مرونتهم: ليس علينا إذاً أن نخفي عنهم المشاكل بل يجب أن نكون صادقين معهم. 

في النهاية، كما رأيتم، هناك أكاذيب يجب أن لا نقولها، لأن نتيجة ذلك قد تكون أسوأ بكثير من تلك الأكاذيب الصغيرة. 

من الواضح أنه من الأفضل عدم الكذب نهائياً. لكن مع ذلك، بعض المواضيع أكثر تعقيداً تفرض عواقب أكثر خطورةً على الأطفال. والآن بعد أن عرفتم ما هي الأكاذيب التي قد تسبب الأذى لأطفالكم، حاولوا تجنبها لصالح الجميع. 

اقرؤوا أيضاً: أكاذيب يجب أن لا نقولها لأطفالنا(1) 

اترك رد