كيف تساعدين ابنتك على حماية نفسها من التنمّر ورفاق السوء؟
رفاق السوء:
رفاق ابنتك مهمّون جدّاً بالنسبة لها. تريد أن تشعر بالانتماء والأهمية وأن تنسجم مع زملائها في الصف. ولكي تصبح شخصاً بالغاً مستقلاً ـ في المستقبل غير البعيد ـ فمن المفترض أن تنقل ولاءها من والديها إلى رفاقها، وهي عملية قد تستلزم سنوات عديدة. هذا هو التطوّر المرغوب به عند ابنتك وأنت ترحّبين به. ولكن ماذا لو كان لرفاقها تأثير سيّء عليها ويعيقون تقدّمها؟
ظاهرة البنات الشرّيرات
منذ أوائل الثمانينيات، حدث ازدياد حادّ في العنف بين الفتيان (في أميركا) لم يخفّ بعد. في حين أن اهتمام الناس قد تركّز أكثر عليهم فقد أظهر مؤخّراً مزيدٌ من الفتيات نمطاً معيّناً من العنف. ويمكن تفسير ذلك بعدّة طرق: محاولتهن ردم الفارق بينهنّ وبين الفتيان في عملهن وإنجازهن، أو تغيير المجتمع لِما يتوقّعه من البنات، أو لأن قوّات الأمن والمحاكم أصبحت تنظر إلى أعمال العنف التي ترتكبها الفتيات بمزيد من الجدّية. في غضون ذلك، يشجّع بعض الناس البنات على التصرّف بطريقة شرّيرة، بتعليقات مثل: «حان الوقت منذ زمن. على الفتيات أن يرددن الصاع صاعين».
مهما يكن تفسير ظاهرة تزايد عدد الفتيات اللواتي يتصرّفن «كفتيات شرّيرات»، فإن عدداً أكبر منهن يُظهر بالفعل جانبهن العدواني. لا يبشّر هذا بالخير مطلقاً بالنسبة للمجتمع. فبدلاً من أن يصبح الإنسان أكثر تحضّراً، قد يميل في تطوّره إلى العكس تماماً. وأسوأ ما في الأمر هو أن ابنتك قد تكون ضحية للسلوك العدواني والعنيف من قِبل فتيات أخريات. ولكن حتّى وإن لم تتعرّض للعنف المباشر والصريح فقد يُجرح شعورها بطرق عديدة غير صريحة أو تُحرَج على يد فتيات من عمرها.
وقائع
يقول العالِم النفسي ليونارد إيرون إنه لكي نخفّف من العنف، علينا تأهيل الفتيان للمجتمع ـ أي إدخالهم في المجتمع وتعليمهم كيف ينسجمون معه ـ بطريقة أقرب إلى الفتيات. على أنه في السنوات الأخيرة أصبحت الفتيات يؤهَّلن للبيئة الاجتماعية بطريقة أقرب إلى الفتيان. وبنتيجة ذلك، أصبحت الفتيات الآن أكثر ميلاً للعدوانية والعنف.
لا يمكنك أن تحمي ابنتك من كل ما يمكن أن يجرح شعورها، وهذا ليس هدفك. إن تعرّضها لتعليقات بعض رفاقها الشرّيرة والتغلّب عليها أمر صحّي بالنسبة لها على الصعيد العاطفي الانفعالي، تماماً مثلما يقوى جهاز المناعة ـ قسم الدفاع عن الجسم ـ بتعرّضه لبعض الجراثيم. من الأفضل لابنتك أن تواجه قسوة بعض الفتيات وتتعلم كيف تتغلب على ذلك بدلاً من أن تحميها كلياً ولا تُتاح لها فرصة اكتساب الأدوات اللازمة لمكافحتها بنجاح. من دون اختبار هذا الصراع، تحرم ابنتك من الثقة بالنفس التي تنتج عن التغلب على الفظاظة والعدائية اللتين قد يظهرهما زملاؤها في الصف.
تصرّف الفتاة الشرّيرة
صحيح أنك لا تستطيعين حماية ابنتك من كل تصرّف شرّير يقوم به رفاقها، ولكن يمكنك أن تسلّحيها بالمعرفة بخصوص ما عليها توقّعه من بعض الفتيات غير اللطيفات جدّاً وكيف تستعدّ لمواجهته. فيصبح بإمكانها أن تهدّئ وتبطل تأثير أي من زملائها أو «أصدقائها» الذين قد يريدون إساءة معاملتها. يمكن أن يتخذ سوء المعاملة هذا أشكالاً عديدة، كأن تقوم الفتيات الأخريات بـ:
- سرقة أصدقائها.
- إبعادها عن المناسبات الاجتماعية.
- طعنها في الظهر (بالمعنى المعنوي).
- نشر الأكاذيب والإشاعات عنها.
تنبيه
لا تشعري بالاطمئنان إن لم تبلغك ابنتك بتعرّضها لإساءة جسدية صريحة، كالدفع أو اللكم، من زميلاتها في الصفّ. تعبّر الفتيات عادةً عن غضبهن تجاه الفتيات الأخريات بطرق غير صريحة، مثل كتابة رسائل قصيرة شرّيرة وجارحة أو مكالمات هاتفية أو رسائل قصيرة عبر الهاتف وغيرها من الاتصالات الالكترونية التي تشكّل جميعها مصنعاً للإشاعات القوية التي هدفها التسبّب بالألم.
هناك طرق عديدة أخرى تستخدمها الفتيات ليجرحن بعضهن البعض، ولكن إذا كانت ابنتك مدركة لعلامات العدائية الأكثر انتشاراً التي قد تظهرها بعض الفتيات في محيطها، يمكنها عندئذٍ تفاديها أو تغيير وجهتها بسهولة. وعلى ابنتك أن تدرك أيضاً أنها يجب ألاّ تتصدّى للفتيات أنفسهن ولكن لسلوكهن الشرير فقط، بحيث تصبح قادرة على التنبّه لأي علامات للعدائية تظهرها الفتيات الأخريات وتتفادى السلبيات المرافقة لها.
المعلومة الأولى التي يجب أن تعطيها لابنتك هي التعرّف إلى أنواع الفتيات الشرّيرات ـ وفقاً للسلوك ـ التي قد تقابلهن في مدرستها، في الحيّ أو في المحيط. تريدينها أن تصبح قادرة على القيام بما يلي:
- تتعرف إلى أنواع السلوكيات غير الوديّة أو العدوانية الموجودة عند الفتيات.
- تتعلّم كيف تتعامل مع الفتيات اللواتي يبدين هذه الخاصيات ولكن بشروطها هي.
- تساعد، إذا أمكن، هؤلاء الفتيات على أن يصبحن ألطف، وتخلق جوّاً أكثر تقبّلاً للآخر في المدرسة والحي والمحيط.
- تتجنبّهن وتساعد صديقاتها على تجنبهن أيضاً، إذا رفضت الفتيات الشرّيرات تحسين سلوكهن.
التعليقات مغلقة.